ليتنا استطعنا لفت نظر رئيسنا وقادة جيشنا وامننا والوزراء المأثرين في شؤون البلد وسياساته ،لفت نظهم حول امور في غاية الاهمية تتعلق بالعلاقات مع الشقيقة جمهورية مالي ..
إنكم ايها الأخوة المسؤولون تحتاجون معرفة ان العلاقات مع مالي لها اهمية تفوق تصور البسطاء الذين لا يعلمون أننا بدون مال ليست لنا ثروة حيوانية وبدون الثروة الحيوانية ،سيتحول سكان الحوضين وغيدى ماقة والاعصابة إلى مستوى من الفقر يستحيل به استمرارهم في مناطقهم ويجعلهم بذلك يتحولون إلى قنبلة بشرية ستفجر البلد ..فهجرة تلك الاعداد الهائلة إلى انواكشوط وانواذيبو يطرح مشكلات لاقبل للبلد بحلها،.
إن الثروة الحيوانية نتيجه جهلنا وسوء تصرفنا كمجتمع وكحكومات لم نحافظ على منتطقنا الصالحة بشجرها واعشابها ومياهها لحاجة مواشينا ، فدمرنا بيئتنا وقضينا عل الاودية والسهول الصالحة كمراعي ، و صرنا نعتمد على الاراضى المالية كلية ولم تسلم منا بيئة مالي التى برغم التحطيم والحرائق واجتثاث الاشجار بقيت مناطقها غير المتصحرة والمعشوشبة تشكل مجالا لتنمية ملايين رؤوس الاغنام بالدرجة الاولى ثم الأبقار وباق الحيوانات ..
فمنذ ما قبل الاستقلال كان المنمون الموريتانيون يعتمدون على أراض مالي ولم يزدهم الاستقلال إلا مزيد الحاجة لاراض الشقيقة مالى!!
إن تداخل السكان وتشابه المواطنين في جوانب الحدود بين البلدين كان امرا خطط له المستعمر حتى تبقى المشاكل التى تجعله قادرا على تحريك الامور والتحكم بالاستقرار ،فلقد كان جزء كبير من مواطني مالي من العرب والصنهاجيين والفلان والسوننكى ،هذه مجموعات بين البلدين وكان الاولى ان تكون كل هذه المجموعات في موريتانيا ،وتكون الحدود في الجنوب على عمق ١٠٠ كيلومتر وهي المناطق التى تضم السوننكى والفلان وآدواب المتحدرة من قبائل العرب في موريتانيا .وفي الشرق كان المفروض ان يكون ازواد كله بمجموعات العرب البالغة مايقرب من عشرين مجموعة هي جزء من قباىل في موريتانيا بالاضافة للاعجام الطوارق من اصول امازيغية قرباؤهم كثيرون في موريتانيا…
إن تداخل السكان وتشابههم خلق عوامل انسجام وعوامل اختلاف فبقدر ماكانت العلاقات في عموم الاحوال سهلة سلسة طبيعية كانت في ظروف الاضطرابات يصعب فيها التمييز بفعل التشابه بين السكان ،وإن وجود مالي في ظروف غير طبيعية ووجود مقاومة لحكومتها من اهل الشمال المالي من سكان العرب الفلان والطوارق خلق مشكلة وضوح رأيا لدى الحكومات المالية وبعض الاوساط التى ظلت دائما تتشكك في مواقف الحكومات من التمرد وفي السنوات الأخيرة صار التشكيك في المواطنين الذين يعيشون في مختلف الأراضي المالية بمواشيهم. وبعضهم يتقرى ويحفر الآبار ولايميزون أراضي مالى من أراضي موريتانيا ..
إن تداخل المواطنين وتطور الصراع في مالي يتطلب وعيا موريتانيا ودورا من التنسيق مع مالي ،وعلاقة تنظيم وتوعية وتعبئة للمواطنين خوف اختلاط الامور وتعرض المواطنين لما لا تحمد عقباه عمدا اوخطئا هذه السياسة قد يكون جرى شيء منها لكنها لم تكن بوضوح رؤيا ولم تكن بأدوات تضمن الاستمرار والمتابعة لمختلف ألاحداث والمشكلات التى تتجدد.
حدثت في هذه السنوات الأخيرة من الاحداث ماكان كفيلا بتنبيه الحكومة وجعلها تأخذ الامور بحزم وحكمة لكن الذي ظهر ان الامور استمرت تتطور حتى وصلت إلى ان اصبحت هنا بعض الامور البالغة السوء عندما تكون الحكومة المالية ترى اننا نشجع بعض المتمردين عليها او اننا ناوي بعضهم ..إن الحكومة المالية اصبحت اقل حذرا اتجاه تعرض قواتهم للمواطنين والمواطنين ليسوا فقط منمين إنهم تجار في الاسواق الأسبوعية على الحدود!!!
إن وقوع الكورات المزعجة في هذ الوقت من السنة الذي لا يجد فيه المنمون أي آمكانية للرجوع إلى أرض الوطن التى لاتتسع لهم ولايمكنها توفير اي قدر من الكلأ لانها متصحرة وبلا مياه والتوجه إلى أرض الوطن الآن حكم بنفوق كل المواشى الامر الذي يتطلب ان يبذل رئيسنا وقادة جيشنا وامننا والفاعلين في مؤسسة الحكم عندنا ،كل جهودهم لإقناع سلطات مالي بأخوتنا وصداقتنا وتمسكنا باواصر العلاقة ،واستعدادنا لبذل كل جهد بالتنسيق معهم بمايضمن أمننا جميعا وسلامة شعوبنا ودوام صداقتنا.. ..
إن اي تفكير غير هذا وخصوصا التفكير بالعين الحمراء وإظهار القوة سيشكل بداية لكوارث لانهاية لها ونتمنى ان لا يفكر رئيسنا ومسؤولونا بتصعيد الوضع والتأثر والاستماع إلى أصوات نسمعها في الشارع ممن لا يدركون ابعاد الازمة ولا يعلمون خطورة الوضع وقابليته للاشتعال وتأثير ذلك علينا جميعا كوطن لاتنقصه المشكلات فيجب ان لا نتجه للتسبب بكوارث لايمكن تقدير حجمها إلا لمن فكر عميقا في ابعاد المشكلة وتداعياتها وانعكاساتها على الوطن في المديين القريب والبعيد!!!