شكلت الحكومة الموريتانية لجنة وزارية للإشراف على فعاليات حفل التنصيب المقرر نهاية الأسبوع القادم (الخميس 1 أغسطس 2024)، وسط حضور إقليمي ودولي كبير. وقد تم تكليف الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية، الدكتور مولاي ولد محمد لغظف، بقيادة اللجنة الوزارية، بينما يتابع الرئيس الفائز محمد ولد الشيخ الغزواني سير العملية بشكل يومي.
من المتوقع أن تحضر وفود من العالم العربي وإفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، بينما ستوجه الدعوة للأطراف السياسية الفاعلة في البلاد وبعض الشخصيات المرجعية.
يُذكر أن هذه قد تكون أول احتفالية لتنصيب رئيس الجمهورية تتم دون حضور أي رئيس سابق، نظرًا للوضع الصحي لرئيس الجمهورية الأسبق محمد خونه ولد هيداله، والظروف التي يمر بها الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز في ظل مسار قضائي مستمر.
غزواني يتسلم القيادة وسط قبول سياسي واسع
تُعتبر هذه الاحتفالية الأولى لتنصيب رئيس الجمهورية دون مشاكل أمنية أو نزاعات قوية بين الرئيس الفائز ومعارضيه، أو وجود مطالب سياسية بإعادة الانتخابات الرئاسية بدعوى التزوير. وقد اعترف معظم المرشحين بفوز الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بمأمورية جديدة، في حين طالب المرشح الخاسر بيرام ولد الداه ولد أعبيد بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة والترخيص لحزبه (حزب الرك) دون تهنئة الرئيس أو الإقرار بفوزه.
محمد ولد الشيخ الغزواني يقود البلاد منذ 1 أغسطس 2019، وهو أول رئيس جمهورية في تاريخ البلاد من المناطق الشرقية يقود البلاد لأكثر من مأمورية. كما أنه ثاني وزير دفاع في تاريخ البلد ينتخب رئيسًا للجمهورية، وأول قائد أركان للجيوش ومدير للأمن يصل إلى السلطة دون انقلاب عسكري ويستمر فيها دون قمع معارضيه أو مواجهة احتجاج من المنظومة السياسية.
توقعات الشعب والحكومة القادمة
يحظى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بدعم 23 حزبًا سياسيًا في موريتانيا، والعديد من الشخصيات السياسية والأدبية والفنية والنقابية البارزة. وهو أول رئيس يخوض حملة انتخابية دون استهداف أمني أو سياسي لخصومه، أو تخوين معارضيه، أو اتهامهم بالفساد وسوء التسيير أو التخويف من جر البلاد نحو حرب أهلية.
الشعب الموريتاني يتطلع لمعرفة شكل الحكومة القادمة في ظل وعود كبيرة أطلقها الرئيس، مثل محاربة الفساد والروتين الإداري، وإصلاح العدالة والتعليم والصحة، والتمكين للشباب، وتطوير مشاركة النساء في الحكم، والتشبث بالهوية الإسلامية للبلاد ومحاربة الغبن والتمييز والفوارق الاجتماعية.
المرشحون لقيادة الحكومة
من بين الخيارات المطروحة لقيادة الحكومة المقبلة يبرز اسم المختار ولد أجاي، مدير ديوان الرئيس وعضو المكتب التنفيذي لحزب الإنصاف الحاكم. يُعتبر ولد أجاي شخصية سياسية مؤثرة في موريتانيا، وصاحب تجربة غنية في مجال محاربة الفساد الإداري والتهرب الضريبي، وله قدرة على مواجهة لوبيات الفساد.
أدار ولد أجاي عدة مراكز حيوية في موريتانيا بنجاح، وتمكنت فترة إدارته للشركة الوطنية للصناعة والمناجم من تحقيق أرباح تجاوزت 300 مليار أوقية في سنتين، مما حظي بإشادة الرئيس الغزواني. كما قاد إدارة الضرائب بشكل ناجح، وقاد جهود إصلاح المالية خلال فترة توليه وزارة المالية، ويُعتبر من أبرز رموز حزب الإنصاف الحاكم وأكثرهم قدرة على التأثير داخله وخارجه.