(وكالة الوئام الوطني- افتتاحية)/ لم يترك رئيس الجمهورية، رئيس الاتحاد الافريقي، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، سانحة تتاح له في المحافل الدولية دون أن يستغلها للفت الانتباه إلى القارة الافريقية، التي يمثلها، سواء تعلق الأمر بما تزخر به من مواد أولية، أو صلاحية لإنتاج الطاقة النظيفة، أو ما توفره من يد عاملة.
فخلال انتدابه الحالي لتمثيل القارة كرئيس لاتحادها، باتت هموم إفريقيا وتطلعاتها وفرص الاستثمار فيها توأما لاهتماماته الوطنية كرئيس للجمهورية، وهو ما اعتبره المراقبون الأفارقة نموذجا للقائد الإفريقي المهتم بتنمية القارة وبتمهيد المستقبل الزاهر لشعوبها.
وكان تواجد ولد الشيخ الغزواني، خلال الأيام الأخيرة، في المملكة الإسبانية للمشاركة في حفل تقديم الاستراتيجية الجديدة لإسبانيا تجاه افريقيا، المنظم بالعاصمة مدريد، آخر تجليات انخراط الرئيس الموريتاني في حملة تسويق تنمية إفريقيا لدى العالم الصناعي، باعتباره المفتاح الأهم للحد من تداعيات الهجرة غير الشرعية التي تؤدي لإزهاق الأرواح البريئة وإنفاق الأموال الطائلة على مكافحتها.
فخلال الحفل، اعتبر الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أن الاستراتيحة لاسبانية تحتوي على قضايا محورية للقارة الافريقية، وخصوصا فيما يتعلق بالتنمية البشرية، حيث لا توجد تنمية مستدامة دون الاستثمارات في مجالات التعليم والصحة وتكوين الأجيال الشباب، ودمج المرأة والشباب.
وأضاف رئيس الجمهورية، رئيس الاتحاد الافريقي، في خطاب ألقاه بالمناسبة، أن الشباب في القارة الافريقية يمثل نسبة 62٪ من عدد السكان، وهو ما يستدعي الاهتمام بهذه الفئة،داعيا إلى مواجهة التغيرات البيئية، ومعتبرا أن افريقيا تعاني من مشاكل التغير المناخي، وهو ما يستدعي مواكبة جدية لخطط فعالة.
وأكد ولد الشيخ الغزواني أن افريقيا لها مقدرات مميزة في مجال الطاقة المستدامة، وهو ما يمثل حظوظا لأفريقيا وإسبانيا وأوروبا، مضيفا أن تحقيق هذه المكاسب يتطلب تحقيق الاستقرار والأمن في القارة الافريقية، ومواجهة انعدام الأمن، والارهاب و أفواج المهاجرين غير الشرعيين.
وعبر رئيس الجمهورية عن إشادته بالاستراتيجية المقدمة من إسبانيا، مضيفا أنها تمنح مكانة كبيرة للتبادلات التجارية والاقتصادية بين الجانبين، وداعيا الشركات الإسبانية إلى زيادة استثماراتها في المنطقة الحرة التي أعلنت عنها إفريقيا.
وثمن ولد الشيخ الغزواني إعلان إسبانيا زيادة مساعداتها لمنطقة الساحل ثلاثة أضعاف لما كانت عليه، مؤكدا أن الخطوة تعتبر تشجيعا ملموسا، لمنطقة تواجه تحديات أمنية وتنموية، داعيا إلى ضرورة مراقبة آليات التنمية الإقتصادية، وتكثيف المتابعة للوصول للأهداف المرسومة بشكل سريع.
وأكد رئيس الجمهورية أن هذه الاستراتيجية
ستمكن من بناء علاقات تشاركية مثالية، تعود بالمنفعة المشتركة، وستلعب دورا محوريا في التعاون بين اسبانيا وافريقيا.
ويرى المراقبون أن تعاطي إسبانيا الإيجابي مع القارة الإفريقية من خلال استراتيجيتها التنموية الجديدة، يحدث لأول مرة مع رئاسة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني للاتحاد الإفريقي، ليتحول التعاطي مع ملف الهجرة غير الشرعية من مجرد وضع الحلول الأمنية إلى تطبيق خطة شاملة، تضع التنمية والتشغيل في بلدان المنشأ في صدارة الأولويات.
وكالة الوئام الوطني للأنباء