مقالاتالمواضيع الرئيسية

لماذا يرفض بعض الوزراء الإلتزام بتوجيهات الرئيس فى أول اجتماع للحكومة ؟

فى السادس من أغشت 2024 خرج وزير الثقافة والعلاقات مع البرلمان الحسين واد مدو إلي الرأي العام ، ليكشف عن فحوى الاجتماع التعارفي الأول لحكومة الوزير الأول المختار ولد أجاي، والتوجيهات التي أصدرها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني الحكومة فى أول جلسة حكومية يحضرها 19 وزيرا لأول مرة ، ويشارك فيها آخرون بعد مأمورية كاملة من منح الثقة ، رغم الأخطاء وبعض مظاهر الضعف داخل القطاعات الوزارية المشمولة بالتدوير أو تلك التي أقر عليها أصحابها إلي إشعار جديد.
يقول الحسين ولد مدو – وهو يطل لأول مرة علي الرأي العام من موقع الوزير المسؤول عن النطق والثقافة والعلاقات مع البرلمان- إن رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني قال لأعضاء الحكومة بشكل واضح إنه لا تسامح إطلاقا مع الفساد، وإن المفسدين لن توجه إليهم أية إنذارات مستقبلا.
وأضاف “الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ذكر أعضاء الحكومة بأنه أصدر تعليمات سابقة بخصوص الفساد و لكن البعض لم يأخذها على محمل الجد”.
لكن الجديد فى التوجيهات الرئاسية والغائب عن أجندة العديد من أعضاء الحكومة هو ما أشار إليه الرئيس وألزم به ، حينما شدد على أهمية الالتزام السياسي معتبر أن الانضمام للحكومة تعيين في منصب سياسي بامتياز يقتضي من المعينين العمل وفق رؤية النظام والتمكين له والدفاع عنه.
وبعد ثمانية أشهر من العمل المستمر لايزال العديد من أعضاء الحكومة ملتزم لأسرته وحلفه والجهات التي يعتقد أنها خلف تعيينه أكثر من إلتزامه للنظام والإنحياز لخطه، والعمل من أجل التمكين له داخل الساحة السياسية وتحمل الصدمات الموجهة إليه، والدفاع عنه فى وجه خصومه، وتعبئة الإمكانيات البشرية والمادية المتاحة لتحسين صورته، والعمل من أجل إظهار نقاط القوة وستر نقاط الضعف فى انتظار التغلب عليها لاحقا.
بعض الوزراء لم يزر حاضنته الإجتماعية منذ تعيينه، والبعض لم يشارك فى أي نشاط سياسي داعم لصاحب الفخامة منذ تشكيل الحكومة ، ولم يترأس أي مبادرة شبابية أو ينخرط فى دعم جهة جمعوية واحدة ولو تعاونية نسوية داخل أحد الأحياء الشعبية، لتعزيز حضور النظام أوالتمكين له فى عالم يمور بالمشاكل والتحديات، أما قصة الأحلاف والتمكين للمنظومة السياسية الداعمة للرئيس فهو خارج حسابات البعض رغم الموقع والتمكين للمحيط ، وغير مطروح حتى لدي الحواضن الاجتماعية التي ينتمون إليها، بل إن بعض الجهات انخرطت دون هوادة فى تسفيه النظام وتشويه الحكومة والتحامل علي رموز المنظومة التنفيذية ، تنفيذا لأجندة ضيقة، أو تأسيسًا لقوى معارضة صلبة من داخل النظام ذاته فى انتظار ما قد تؤول إليه الأمور فى قادم الأيام.
صمتت قوي المعارضة منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وتواري بعض رموزها عن الأنظار ، لكن معارضة أخري داخل الأغلبية تنمو وتتعزز مع الوقت ، يصاحبها شعور زائد بالثقة لدي بعض الدوائر ، وانخراط مبكر فى التخطيط لما هو من شأن صاحب القرار حصرا ، وهو مايعطل عمل الحكومة منذ بعض الوقت، ويضعف الصبغة التضامنية لها كجهاز واحد ، ويمنح خصومها من داخل النظام وخارجه الفرصة والغطاء اللازم للتقليل من المنجز فى عهد صاحب الفخامة، وتسفيه مجمل المشاريع التي يوجه بها نكاية ببعض الخصوم المفترضين داخل التولفة الوزارية.
غير أن الحراك الكاسر لأمواج التشكيك، والعمل المدروس من بعض القطاعات الخدمية المنخرطة فى العمل إلي جانب الوزارة الأولي، وأصدقاء ومنصفون للنظام داخل الساحة السياسية والإعلامية ؛ أشياء تبعث علي الأمل، وتبقي جذوة الحماس قائمة، وتمنح أنصار النظام ومحبيه فرصة العيش فى منظومة الأمل التي كرستها خطابات التهدئة ، ودعوات الإصلاح وحسن التعامل مع المخالف ، والرغبة الواضحة فى إنجاز ماينفع الناس ويمكث فى الأرض.
سيد أحمد ولد باب / كاتب صحفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى