تابعت باهتمام كبير و دقة شديدة خطاب معالي الوزير الأول المختار ولد أجاي أمام الجمعية الوطنية ( الحصيلة و الإلتزامات 2024 -2025) يوم الجمعة الماضي و ردوده الشافية و القوية على تسائلات النواب الموقرين الاثنين .
وباختصار يمكنني القول بأن المهندس ولد أجاي على عكس غيره من نظراءه المحترمين و دهره من الحكومات المتعاقبة على هرم السلطة التنفيذية في البلاد منذ العام 1992 حتى تاريخ هذا البيان قدم لنا خطابا قويا و متماسكا جادا و ملموسا تحكمه رؤية إستشرافية منطقية و عقلانية ؛ تطبعها الضروريات و تحكمها الأولويات قابلة للتحقيق و الإنجاز و التطبيق دون ما كلف أوشطط أو مبالغة أو تسويف .
كان الرجل أيضا مقنعا في أداءه متمكنا من ملفاته معززا رؤيته و خطابه و حلوله و مقترحاته للمشكلات التنموية؛ الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية بالبراهين و الأدلة و الأرقام القابلة للتحقق و التدقيق و المتابعة و التقييم و التقويم.
كانت بنية خطابه ( البيان الحكومي ) قوية في مجملها في ما تطرقت له من مشكلات عامة على كل الأصعدة و القطاعات سواء ماظهر من ذلك في البيان أو ماخفي بين الفقرات و السطور حسب القطاعات المكلفة كل في ما يهمه و يخصه من تنفيذ تلك الإلتزامات و الإنجازات المنشودة.
لكن تميز الرجل و إنفراده هذه المرة و إمتلاكه دون غيره للشجاعة و القوة و الصراحة و الصدق و المصارحة في طرح مشكل الإختلالات البنيوية الكبرى ( العبوية و مخلفاتها و الإرث الإنساني و آلامه و دنيا الفقر و أبعاده الإجتماعية و الصحية و الثقافية و النفسية و التربوية )و التي هي في الحقيقة أكبر عائق و معوق لعملية التنمية و البناء و النهضة و العمران و الإقلاع الإقتصادي و الجمعوي هو بالتحديد ما ميز عمق الرجل و سلامة فهمه تجاه ما نحتاجه فعلا لتقوية نسيجنا الإجتماعي الهش و جبهتنا الداخلية في وجه الإستحقاقات الإجتماعية و الإقتصادية و القانونية و الثقافية التي باتت تفرض نفسها بقوة و إلحاح و المتغيرات الإقليمية و الدولية و المتظماتية العالمية التي لا مفر من مواكبتها عالميا .
فهنيئا لكم معالي الوزير الأول على ذلك البيان و العرض الإستشرافي المميز و المتميز.
لم تفاجئني حيويتكم و ديناميكية عمل فريقكم الحكومي الذي تنسقون عمله بهمة عالية و بمهنية و إحترافية و خبرة و ظيفية إدارية و إقتصادية علمية.
أتمنى على كل الخيرين و الأحرار و المهتمين بنهضة هذ الوطن ونهوضه من تحت ركام التخلف و التسيب و الفساد مواكبة معالي الوزير الأول و دعم سياساته و مؤازرته في تطبيق رؤيته الإصلاحية و البنائية الواعدة.
كما أدعو كل رفاقنا في النضال و التحرر و الإنعتاق من أجل الحرية و الكرامة في ( الحر و الميثاق و نجدة و هيئة الساحل و حركة إيرا و الأحزاب و الحركات الشبابية و الحقوقية ) الى دعم و مساندة أفكار الرجل و توجهاته و مواقفه التي عبر عنها يوم الجمعة و مساندته في تحقيق الأهداف و السياسات و الإستراتيجيات التي نتقاطع و نلتقي جميعا حولها من أجل وطن يسع الجميع و يفخر به الجميع .
الدكتور السعد لوليد
2 دقائق