في مثل هذا السياق أفضل الكتابة المنهجية على أسلوب السرد الأدبي؛ لذلك أجعل هذا الترشيد الشرعي في شكل نقاط:
أولا أهلنا في غزة لا شك أنهم أهل ومصرف لكل دعمي مالي سواء كان واجبا أو تطوعا.
ثانيا لا شك أن هبة القبائل الموريتانية لدعم أهلنا هنالك آية إسلام وعلامة عروبة.
فدعم أهل غزة تحل بقيم الإسلام واتصاف بنخوة العرب.
ثالثا أن هذا الدعم حتى يكون مجديا في الأخرى التي إليها المصير لا بد له من ترشيد شرعي وضابط فقهي وإلا كان يوم القيامة هباء منثورا أو “سرايا بقيعة”.
ويمكن تلخيص أهم هذه الضوابط في ما يلي:
1- أن تكون عين القبيلة عند تبرعها واجتماعاتها على الله لا على أن نبز القبيلة الفلانية ونتفوق عليها.
2- استحضار أن التنافس الإيجابي هو ما استحضر فيه الله سبحانه وتعالى لا ما ما استحضر فيه بز القبائل الأخرى؛ فذلك عنده لقب آخر يسمى التفاخر؛ وهو يصلح للدنيا لا للأخرى.
3- أن قصد وجه الله واليوم الآخر ينبغي أن يتصدر أوجه التحفيز إن لم ينفرد بذلك في اجتماعات التبرع.
4 – أن الجهاد بالنفس – وهو فوق الجهاد بالمال – يؤثر فيه غير قصد الله فيجعله في الآخرة هباء؛ فكيف بجهاد المال؟!
ولذلك قزمان في النار رغم بلائه مع المسلمين يوم أحد بلاء حسنا؛ لكنه جاهد بروح قبلية لا لتكون كلمة الله هي العليا.
قال العلامة البدوي:
أبلى بلاء حسنا قزمان @
على الحفاظ فله الخسران@
وعكسه الأصيرم المخردل @
ليس له غير القتال عمل.
5- أنه ينبغي استحضار أن ما أعطي لوجه الله كثير عند الله ولو كان عدده قليلا؛ وما أعطي لغيره قليل عند الله ولو كان عدده كثيرا بدليل قوله تعالى: “يمحق الله الربوا ويربي الصدقات”.
فالصدقات هي ما أريد بها وجه الله ويربيها الله كما يربي أحدكم فلوه كما جاء في الحديث؛ط.
وفرق كبير بين تربية الله وتربية غيره.
6- تذكر أن عالم السوء والمنفق رياء والمقاتل حمية هم أول من تسعر بهم النار؛ فإن تذكر هذا مما يحفز على استحضار النية وتمحضها عند التبرع.
وليس في هذا ما يسلي الجهلاء ولا البخلاء ولا الجبناء.
أ7- ن مبلغ التبرع يترك دون تحديد حتى لا يكون في تحديده إجحاف فالقدرة متفاوتة والظروف مختلفة؛ فعلى المستطيع الغني أن ينفق من أنفس ماله إنفاقا مبهرا ولن يضيعه الله ما دام لله؛ وعلى الفقير أن ينفق قدر جهده ولو ألفا أوقية فسيربيها الله له حتى تتفوق على مليار الذي أعطى لوجه القبيلة؛ قال تعالى: “لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها”.
8- التبرع القبلي من المواضيع التي يستحسن فيها الإجمال ويكره فيها التفصيل.
وعند الإجمال نجني حسنتين ونحصل هدفين:
– بعد من عظمت مشاركتهم عن الرياء لأنه لم تذكر أسماؤهم ولا فصائلهم.
— عدم إيذاء من ضعفت مشاركتهم لقلة ذات اليد.
فيدفع المبلغ باسم القبيلة دون خوض في التفاصيل..
9- أنه من بركات دعم المجاهدين أن هذا سينعكس – وينبغي له ذلك – على مد يد العون للمحتاجين من القبيلة وتنسيق الجهود في ذلك؛ فهذه دربة على فعل الخير والتضحية من أجله والاعتناء بالشأن العام.
10- وأخيرا الثقة لا تمنع التفتيش وخليل الرحمن إبراهيم عليه السلام لم يكن كافرا ولا مقصرا حين خاطب ربه قائلا:
“رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي”.
فمن باب أحرى استستفسار خلق الله.
لذلك – ومن باب اطمئنان القلب – لا ضير أن يستفصل ممثلو القبيلة عن تبرعاتهم هل وصلت ومتى…
أو أي أسئلة تطمئن قبائلهم التي تبرعت أن تبرعاتهم وصلت.
تلك عشرة كاملة تخيرتها من أصول الشرع ومقاصده لتكون سلما وضوابط لترشيد التبرع القبلي.
جعلني الله وإياكم من الفائزين الناجحين “يوم تبلى السرائر”.
2 دقائق