مقالات

رؤيتي Ma vision / سيد شيخ

في رده على الصحفية التي قالت له “يقول أصدقاؤك أنك دائماً ما تخون مبادئك” أجاب المفكر الكبير الذي تحول من النصرانية إلى الشيوعية فإلى الإسلام : الوفاء للحقيقة قد قد يؤدي إلى خيانة المبادئ وأنا أود أن أبقى وفيا للحقيقة ولو تطلب ذلك خيانة مبادئي… وأنا أقول إنها الواقعية.
أحسب شخصيا أن مشكلتنا الأساسية هي التخلف وليست سياسية ولا عقائدية بل وليست اقتصادية. إن التخلف الفكري هو الذي يجعل السياسين بلا طموح لأوطانهم ويجعل الليبراليين يظنون أنه لابد من أخذ النموذج الغربي حرفيا في التنمية كسبيل وحيد للتطور ويجعل الإسلاميين الكرماء يجمعون الأموال الطائلة لشراء الغذاء والدواء ولا ينشؤون شركة واحدة لإنتاج الدواء والقماش والغذاء ويجعل اليساريين يطالبون دوما بتوزيع الثروة دون المطالبة بالإنتاج الذي يوفره النظام الرأسمالي… التخلف الفكري هو سبب الإستبداد السياسى في بلداننا وهو سبب اكتفاء الأئمة والفقهاء في المنابر بالموعظة دون التوعية على الإعتماد على الإنتاج المحلي وعلى توعية المصلين لإنشاء شركاتهم الخاصة التي تجعل المؤمنين يعيشون أحرارا كما خلقهم ربهم والتخلف الفكري هو الذي يجعل بعضنا يقدس أصناما جديدة من البشر أو من الحجر أو من المال على حساب الإيمان الحق و التخلف الفكري هو الذي يجعلنا في القرن الواحد والعشرين ما زلنا نتفاخر بالأنساب والأحساب والقبائل ونمنع الزواج المختلط بين أبناءنا وبناتنا رغما عن إرادتهم وننشر على الوسائط صور البذخ والتبذير رغم أن بعضنا يبيت الطوى دون عشاء على مرأى ومسمع من الدولة والمجتمع.
إنني أدعو إلى ثورة على أنفسنا وقناعاتنا وتخلفنا وتقاليدنا… إنني أدعو إلى عصرنة التفكير والإنتاج والسياسة في بلداننا وأن نختار بين الإبداع والتقليد فالأمر يتخطى الحكام لأنه في الأثر : كما تكونوا يول عليكم… ما أجمل النظام الليبرالي الاقتصادي في ظل الإيمان والإنفتاح والعدالة الإجتماعية والتوزيع العادل للثروة وتقديس العمل وترك التواكل بالدين والدنيا. الخلاصة يجب أن نعتمد مبدأ الواقعية في كل شيء وننظر للمستقبل ونعمل له باستخلاص العبرة من الماضي دون البقاء في أسر هذا الماضي وليعلم الجميع أننا نركب سفينة واحدة … ويبقى الأمل موجودا…
من صفحة البروفسير سيد شيخ رئيس جناح طب العيون بمركز الاستطباب الوطني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى