المواضيع الرئيسيةالاخبار

كتب المتميز محمد فال ولد سيدي ميله: حواركم من دون “المارد الأسود” أعرج

كم من ديار للحوار عفت رسومُها في تاريخنا السياسي المعتوه!!.

وكم حرّك المتعصبون، المتملقون، المتمصلحون من غبار وأتربة لحجب الرؤية عن “شيخ الحي البدوي”، ومن ثم اقتياده، مكرَهًا، إلى الهاوية ليخرج من نافذة التاريخ، ممزق الصيت، منتوف الوقار، مهلهل النياشين..

عجبًا لشيوخ “الدولة الحماقراطية”، يعجزون حتى عن اقتناء مكنسة لتنظيف فضلات الأنظمة السابقة على أحكامهم!!.

كلما واجه “الحي البدوي” أزمة سياسية خانقة، بمقدورها تفكيك لحمته، تقشعرّ جلود الصعاليك، من بقايا الإقطاع، المفسدين من قوارض وفئران الميزانيات، فيقنعون “الشيخ” بأن قضايا الحي لا تناقش خارج دائرة الجنرالات، والاستخبارات، وزعماء القبائل، وشعراء البلاط العكاظي، والماسكين بزمام الدعاية الإعلامية الخليعة، والحاملين أقلامَ الفجور السياسي الصريح.

فيعمى بصر الشيخ وتعمى بصيرته، ويضرب عرض الحائط بلب المشكلة، ولا يدعو لطاولة الحوار غير الحرس القديم والدائرة المتآكلة من قطط شوارع السياسة وخنافس روث التملق ورؤساء عصابات النهب.

ويظل الوضع على حاله، من سيّئ إلى أسوأ، كما كان منذ عقود..

نظام بعد نظام، وأزمة بعد أزمة، وحوار بعد حوار، والنتيجة صفر أصلع كجمجمة الشيخ، واحتقان قاتل، ومشاكل متفاقمة حد الانفجار.

لن يقول خدم البلاط لـ”شيخ الحي البدوي” ان من ضمن نسيجنا عصبة من الزنوج، كانوا وما يزالون وسيبقون إخوة في الدين والمصير والتاريخ والجغرافيا، وأنهم يحملون مطالب وتظلمات، وأنه آن الأوان لإشراكهم، غير الشكلي، في حوار ينصفهم خدمة للعدالة وللوحدة الوطنية..

لن يقول خدم البلاط للشيخ أن “المارد الأسود”، بيرام الداه، رغم الشيطنة والحملات المأجورة، ورغم تجاعيد وجه اللجنة “المستقلة” للانتخابات، استطاع أن يحافظ، ثلاث مرات متتابعة، على نسبة عشرين في المئة من أصوات الموريتانيين، وأنه أصبح -رغم أنوفنا المزكومة- فاعلا في المشهد لا يمكن تجاهله البتة، وأنه، بالتالي، يمثل خيارات وطموحات وأحلام عدد كبير من المواطنين، وأن إقصاءه من أي حوار يعني إقصاء 20% من الموريتانيين، ما سيفقد الحوار طعمه وألقه، فتولد نتائجه ميتة كسابقيه..

لن يقول خدم البلاط للشيخ أن “المارد الأسود”، كي يبقى في قمقمه، لابد من ترخيص حزب يكون متنفسا لقاعدته الشعبية العريضة، ويكون ناطقا باسم هذه الجموع التي رأت فيه المخلّص وأهدته أصواتها وزمام مصيرها..

لن يقول الخدم لشيخ الحي إن أي حوار يقصي المارد الأسود لن يكون غير جنين أعرج، ودميم، وذميم، ومشوّه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى