الاخبارالمواضيع الرئيسية

موسم الحج 1446هـ: تنظيم محكم ولمسة جديدة ترتقي بتجربة الحجاج الموريتانيين

شهد موسم الحج هذا العام 1446هـ / 2025م تنظيمًا مميزًا ترك بصمة جديدة في تجربة الحجاج الموريتانيين، حيث اتسمت الرحلة بانسيابية عالية وتنسيق لوجستي متكامل، بدءًا من مغادرة نواكشوط وحتى أداء المناسك في المشاعر المقدسة. وتميز الموسم بجدولة دقيقة لحركة الحجاج بين المدينة المنورة ومكة المكرمة، ثم إلى منى وعرفات ومزدلفة ومني، ما ساهم في التخفيف من الإرهاق، ومكّن الحجاج من أداء الشعائر في جو من الطمأنينة والسكينة. وقد رأى العديد من الحجاج أن هذا الترتيب المحكم يعكس رؤية إصلاحية تبنتها وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي، تعزز من مكانة الشعائر الدينية وتسهّل على المواطنين أداء فريضة الحج. وقد برز ذلك جليًا في الاجتماع الذي عقده معالي وزير الشؤون الإسلامية الموريتاني مع نظيره السعودي الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، حيث تم خلاله بحث سبل زيادة حصة موريتانيا من الحجاج في المواسم القادمة، بما يتماشى مع الطلب المتزايد. ولعب مفتي الحجاج دورًا محوريًا في توجيه الحجاج من خلال برنامج متكامل يجمع بين الزمان والمكان، يحدد للحاج ما يجب عليه فعله في كل مرحلة من مراحل النسك. كما شملت البرامج جلسات توعوية وإجابات مباشرة على استفسارات الحجاج، مما ساعدهم على أداء المناسك على الوجه الصحيح. وعلى المستوى الصحي، وفّرت البعثة الطبية مرافق علاجية واستشارية ترافق الحجاج في مختلف محطاتهم، . كما شهدت المخيمات تحسّنًا ملحوظًا من حيث النظافة، والتغذية، ووسائل الراحة، إلى جانب وجود طواقم استقبال وتوجيه تعمل على مدار الساعة. وواكبت الحملات الرسمية والعلمية التطورات الرقمية، حيث تم استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لبث المحاضرات والدروس الإرشادية بشكل مباشر، مما أتاح للحجاج سهولة الوصول إلى المعلومة الشرعية بشكل فوري. وقد جاءت هذه اللمسات ضمن الجهود الشاملة التي بذلتها المملكة العربية السعودية في موسم حج 1446هـ، والتي تميزت بتكامل غير مسبوق بين العنصر البشري والتقنية، وتضمنت خدمات صحية وأمنية ونقل واتصالات هي الأحدث من نوعها، مثل تشغيل مستشفى الصحة الافتراضي، ونشر طائرات الإطفاء بالذكاء الاصطناعي، وإدارة الحشود بالذكاء الجيومكاني. وأجمع الحجاج الموريتانيون على أن موسم هذا العام كان مختلفًا من حيث التنظيم والخدمة والطمأنينة، وشكّل تجربة روحانية وإنسانية استثنائية، ساهمت فيها جهود متعددة محلية وسعودية، لتكون “اللمسة الجديدة” علامة فارقة في مسار تنظيم الحج للموريتانيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى