الاخبارالمواضيع الرئيسية

عدم مواكبة الإعلام لإنجازات الرئيس محمد ولد الغزواني: هل هي زهد أم غفلة؟

منذ تولي الرئيس محمد ولد الغزواني مقاليد الحكم في موريتانيا، أثار العديد من إنجازاته تساؤلات بين المواطنين والمراقبين حول مدى تغطية الإعلام لهذه الإنجازات. فبينما تُحقق الحكومة في عهده نتائج إيجابية في عدة قطاعات، نجد أن الإعلام المحلي لا يتابع أو لا يسلط الضوء بالشكل المطلوب على هذه الإنجازات، مما يثير تساؤلات حول السبب.

الرئيس الغزواني والزهد في الإعلام
من المعروف أن الرئيس محمد ولد الغزواني ليس من النوع الذي يسعى للإعلام أو الدعاية، بل يُعرف بتواضعه وزهده في الترويج لنجاحاته. يبدو أنه يفضل العمل بعيدًا عن الأضواء، متجهًا نحو إنجازات ملموسة تؤثر بشكل مباشر في حياة المواطنين. هذه النزعة قد تكون جزءًا من شخصيته السياسية، حيث يفضل أن تكون إنجازاته هي التي تتحدث عنه، لا سيما في ظل غياب إعلانات ضخمة أو تظاهرات إعلامية.

إنجازات غزواني الميدانية التي تستحق الاحتفاء
لكن إذا نظرنا عن كثب إلى ما تحقق في عهده، نجد أن هناك العديد من الخطوات الجادة التي تفتقر إلى التغطية الإعلامية المناسبة:

تسوية ملف متعاوني الإعلام:
أحد أبرز الإنجازات التي حققها الرئيس في فترة قصيرة كان تسوية ملف متعاوني الإعلام، حيث تم إدراج 1865 شخصًا ضمن إطار وظيفي رسمي. هذا يمثل خطوة كبيرة نحو تحسين وضع هؤلاء العاملين في القطاع الإعلامي، الذين ظلوا لسنوات طويلة يعانون من التهميش وعدم الاستقرار الوظيفي.

ملف عمال الشركة الوطنية للكهرباء (صوملك):
أيضًا، شهدت إدارة الرئيس غزواني تسوية وضعية عمال شركة صوملك، حيث تم تحسين ظروف عملهم بشكل ملحوظ. هذه الخطوة تعكس اهتمامًا حقيقيًا بالقطاع العام وتلبية احتياجات العاملين، وهو أمر غائب عن العديد من الحكومات السابقة.

ملف صندوق سكن المدرس:
وفي المجال التعليمي، أطلق الرئيس غزواني خطة لإنشاء صندوق خاص لدعم سكن المدرسين. في خطوة تهدف إلى تحسين ظروف عمل المعلمين، تم توفير سكن لآلاف المدرسين، مما يعكس التزام الحكومة بتعزيز الاستقرار الاجتماعي والمهني للكوادر التعليمية.

أين الإعلام؟
لكن لماذا لا يتم تسليط الضوء على هذه الإنجازات؟ هل يكمن السبب في غياب إعلام موجه من قبل الحكومة نفسها، أم أن الإعلام في البلاد يعاني من غياب الاستقلالية والقدرة على متابعة قضايا المواطن اليومية؟ صحيح أن الرئيس غزواني لم يروج شخصيًا لهذه النجاحات، لكنه أيضًا لا يبدو أنه دفع الإعلام المحلي لتغطية تلك الإنجازات بالصورة التي تستحقها.

تساؤلات مشروعة:
هل فعلاً يملك الرئيس إعلامًا منظمًا؟ أم أنه يترك الإعلام ليقوم بدوره دون تدخل كبير؟

هل تكمن المشكلة في ضعف المؤسسات الإعلامية نفسها، والتي ربما لا تملك الإمكانيات أو الرغبة في تغطية هذه القضايا بشكل مناسب؟

هل السبب في أن هناك تفضيلًا لتسليط الضوء على الأزمات والانتقادات على حساب الإنجازات؟

خلاصة:
إنجازات الرئيس محمد ولد الغزواني في تسوية ملفات متعاوني الإعلام وعمال شركة صوملك وصندوق سكن المدرس هي خطوات هامة وملموسة في تطوير حياة المواطنين. لكن غياب التغطية الإعلامية المناسبة لهذه الإنجازات قد يُفقدها الكثير من التقدير والاعتراف الشعبي. يبقى السؤال: هل يجب على الرئيس نفسه أن يكون أكثر اهتمامًا بإعلامه، أم أن على الإعلام أن يتحمل المسؤولية في تغطية هذه القصص؟ ربما لا يكفي فقط أن يكون الرئيس “زاهدًا” في الإعلام، بل يجب أن تتعزز القدرة الإعلامية على مواكبة كل ما يُنجز لصالح الشعب.

موقع الفتاش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى