
اندلعت مساء اليوم الخميس مواجهات عنيفة بين الجيش المالي ومسلحين من جبهة تحرير ماسينا قرب مدينة “نيور” المالية، في تصعيد أمني يرافق التوترات المتزايدة بالمنطقة في الأيام الأخيرة. ورغم أن التفاصيل حول حجم الخسائر لم تُكشف بعد، وصفت المصادر المحلية المواجهات بالعنيفة.
وتأتي هذه الاشتباكات في وقت حساس، حيث تحتفل مدينة “نيور”، التي تعتبر العاصمة الروحية للحضرة الحموية، بعيد المولد النبوي الشريف. وكانت جبهة تحرير ماسينا، المدعومة من تنظيم القاعدة، قد فرضت منذ أيام حصارًا على مدينتي “خاي” و”نيور”، الواقعتين في جنوب غربي مالي قرب الحدود الموريتانية.
في مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الأربعاء، أعلن أحد مقاتلي الجبهة الحصار بلغة البامبارا، مشيرًا إلى منع دخول الوقود من دول الجوار مثل السنغال وموريتانيا وغينيا وكوت ديفوار. كما تم حظر نشاط شركة النقل المحلية “ديارا” بزعم تعاونها مع السلطات الانتقالية في مالي.
وفي تصعيد آخر، نصب مسلحون من الجبهة كمينًا بين بلدتي بيما وديونغو ماني، بالقرب من “نيور”، حيث اعترضوا قافلة تابعة للحضرة الحموية، واستولوا على سيارتين رباعيتي الدفع، وأخذوا أربعة أشخاص إلى مكان مجهول. كما تم تداول مقاطع فيديو تظهر شاحنات محترقة على الطريق الرابط بين “خاي” و”نيور” بعد إغلاقه من قبل جبهة تحرير ماسينا.
في هذه الأثناء، شن الجيش المالي عمليات عسكرية برية وجوية في مناطق مختلفة مثل ليره وغاو وخاي ونيور، أسفرت عن مقتل العديد من المقاتلين، وفقًا للمصادر العسكرية. وعلى الرغم من هذا، فإن الحكومة في باماكو لم تصدر حتى الآن تعليقًا رسميًا حول الحصار.
من جهة أخرى، استمر حظر التجول في مدينة “خاي” لمدة شهر إضافي بعد أن كان قد فُرض لأول مرة في يوليو إثر هجمات استهدفت سبع مناطق في الولاية. كما أصدرت السلطات في “نيور” قرارًا يمنع التنقل والرعي عبر الحدود في المنطقة، خاصة من قبل القطعان القادمة من موريتانيا، وهو ما يعد ضربة كبيرة للاقتصاد المحلي حيث يُمرر عبر “نيور” سنويًا نحو 5 ملايين رأس من الماشية، 70% منها موريتانية.
ويُعد قطاع الثروة الحيوانية أحد أهم القطاعات الاقتصادية في مالي، حيث يشكل نحو 19% من الناتج المحلي الإجمالي ويوفر مصدر عيش لحوالي 30% من السكان.