في خطوة لها أكثر من دلالة قرر الرئيس السنغالي بشير جوماي فاي أن يزور بلده الثاني موريتانيا، وذلك بعد أسبوعين فقط من تنصيبه رئيسا للسنغال، وبذلك تكون هذه الزيارة هي أول زيارة له خارج السنغال من بعد تنصيبه رئيسا خامسا لها.
هذه الخطوة تعكس إرادة قوية لدى الرئيس الجديد للسنغال في تعزيز وتقوية العلاقة بين البلدين الشقيقين موريتانيا والسنغال، وهي إرادة موجودة كذلك لدى فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، والذي حرص على أن يشارك السنغاليين أفراحَهم من خلال حضور حفل تنصيب الرئيس بشير جوماي فاي الذي نُظم في العاصمة دكار في مطلع هذا الشهر.
من الواضح جدا أن هناك إرادة قوية لدى الرئيسين الموريتاني والسنغالي في تقوية العلاقات القوية أصلا بين البلدين الشقيقين، وذلك على عكس ما حاول أن يروج له بعض “المحللين” الذين يقرؤون الأحداث، وما يجري في المنطقة، قراءة مقلوبة.
يُقال إن رفرفة أجنحة فراشة في لبرازيل قد يؤدي إلى إعصار في تكساس، وهذا يعني أن ما يجري في السنغال من أحداث لن يؤثر فقط على موريتانيا، بل أكثر من ذلك، فيمكن اعتباره شأنا موريتانيا داخليا، والعكس صحيح أيضا، فإن ما يجري في موريتانيا من أحداث لن يؤثر فقط على السنغال، بل أكثر من ذلك، فيمكن اعتباره شأنا سنغاليا داخليا.
إن عمق الروابط، وتشابك المصالح بين البلدين والشعبين الشقيقين تجعل من مصيرهما مصيرا مشتركا، فلا أمن في السنغال عندما يغيب الأمن في موريتانيا، ولا أمن في موريتانيا عندما يغيب الأمن في السنغال ( ولتأكيد ذلك فيكفي أن نذكر بما نعيشه الآن من قلق أمني في حدودنا الشرقية بسبب الأوضاع في مالي)، ولذا فمن مصلحة البلدين تقوية العلاقات بينهما بما يخدمهما أمنيا واقتصاديا ودبلوماسيا، خاصة وأنهما يوجدان في منطقة غير آمنة، وتعيش الكثير من التحديات.
كُل الترحيب بالرئيس السنغالي في بلده الثاني موريتانيا، وبمناسبة هذه الزيارة التي تحمل أكثر من دلالة، فإني أدعو تعزيزا للعلاقات القوية بين البلدين، وفي إطار تفعيل الدبلوماسية الشعبية، فإني أدعو إلى :
1 ـ تأسيس فريق برلماني للصداقة الموريتانية السنغالية؛
2 ـ تأسيس رابطة لخريج المعاهد والجامعات السنغالية.
فليس من المناسب أن تكون في البرلمان الموريتاني فرق صداقة برلمانية مع دول شقيقة وغير شقيقة، ولا يوجد فريق برلماني للصداقة الموريتانية السنغالية. كما أنه ليس من المناسب أن تكون هناك أندية وروابط متعددة للموريتانيين الذين درسوا في معاهد وجامعات بعض الدول الشقيقة والصديقة، ولا توجد في الوقت نفسه رابطة لخريجي المعاهد والجامعات السنغالية، والتي تخرج منها عدد كبير من الطلاب الموريتانيين.
كل الترحيب بالرئيس السنغالي بشير جوماي فاي في بلده الثاني موريتانيا..
عاشت الأخوة الموريتانية السنغالية..
حفظ الله موريتانيا والسنغال.
محمد الأمين الفاضل
Elvadel@gmail.com