أوضح الاستشاري الدكتور بلال سعيد أن صيام مرضى الذئبة الحمراء في شهر رمضان يعتمد على مدى خطورة المرض.
وقال سعيد، في تصريحات “للجزيرة نت”، إن هذا المرض يختلف من شخص لآخر، وقد يكون بسيطا بحيث يؤثر على الجلد والمفاصل أحيانا، أو خطيرا يؤثر على الكلى أو الرئتين، ومن الممكن أن يؤدي إلى الفشل الكلوي أو النزيف في الرئة أو التهابات في الأوعية الدموية.
وأضاف د. سعيد -استشاري أمراض الروماتزم ويحمل البورد الأميركي في الأمراض الباطنية وأمراض الروماتزم- أنه عندما يكون مرض الذئبة الحمراء بسيطا، فإن العلاج يكون في أدوية مضادات الملاريا الـ”هيدروكسي كلوروكوين”، والتي تساعد المريض في حالات الطفح الجلدي وحالات التهابات المفاصل، حيث تُصنف هذه الدرجة من المرض بالبسيطة، وفيها يأخذ المريض الدواء مرة واحدة في اليوم، ولا يحتاج إلى أدوية الكورتيزون أو الإستيرويد، وبالتالي بإمكانه الصيام.
وأكد سعيد أنه إذا كان المريض مصابا بفشل كلوي جزئي أو كامل، ويتناول مثبطات مناعة أكثر من مرة في اليوم، أو إذا كان يأخذ الكورتيزون الذي قد يؤدي إلى ارتفاع السكر لديه، وكان يرتفع لديه خطر حدوث الجفاف أو ارتفاع ضغط الدم، فيُنصح بعدم الصوم، نظرا لاحتياج المريض لكميات كبيرة من السوائل وأخذ الدواء بانتظام.
وأشار سعيد إلى أن قدرة مريض الذئبة الحمراء على الصيام تعتمد أيضا على وجود أمراض أخرى لديه، وبالتالي يجب استشارة الطبيب في هذا الخصوص، لأن وضع كل مريض يختلف عن الآخر.
د.بلال سعيد استشاري أمراض الروماتزم البورد الأمريكي في الأمراض الباطنيه وامراض الروماتزم
استشاري أمراض الروماتزم الدكتور بلال سعيد: الذئبة الحمراء مرض مناعي نادر يؤثر على النساء في معظم الأحيان (الجزيرة)
مرض مناعي
وعن الذئبة الحمراء قال الاستشاري سعيد إنه مرض مناعي نادر يؤثر على النساء في معظم الأحيان، وقد يؤثر أيضا على الأطفال، حيث يقوم جهاز المناعة عند الإنسان بمهاجمة أنسجة الجسم المختلفة، بما فيها الجلد والدماغ والكلى والرئتين والأوعية الدموية، ويؤدي إلى مضاعفات وتلف في هذه الأنسجة في الحالات الخطرة.
وتابع أن هذا المرض ينتج عن وجود قابلية لدى الإنسان في الدرجة الأولى نتيجة المادة الوراثية التي يحملها، ولا يعرف السبب الرئيسي له، لكنه قد يكون ناتجا عن الإصابة بأمراض وبائية أحيانا قد تؤثر على جهاز المناعة، وتؤدي إلى إثارته وخلل فيه، مما يجعل كريات اللمفاوية تهاجم جسم الإنسان والأجهزة المختلفة.
وأكد الدكتور سعيد أن للصيام آثار إيجابية على أمراض المناعة، كونه يساعد جهاز المناعة على إعادة برمجة نفسه، ويؤدي إلى خفض الالتهابات عند المرضى، وتحسن في بعض النواحي لديهم، مشددا في الوقت ذاته على أن المرض يختلف من شخص لآخر، وقد يكون الصيام مفيدا لبعضهم، أو يحدث مضاعفات لدى آخرين.
الالتزام بتناول الأدوية
ونصح المصابين بأمراض مناعية بشكل عام أو الذئبة الحمراء باستشارة أطبائهم قبل البدء في الصوم، وفي حال صيامهم فإن عليهم الالتزام بتناول الأدوية في مواعيدها وبالطريقة المناسبة، إذ إن بعض الأدوية يجب أن تؤخذ قبل تناول الطعام بساعة أو بعده بساعتين.
كما أكد الدكتور سعيد على ضرورة الإكثار من شرب السوائل، خاصة الماء في وقت الإفطار، لتجنب حدوث الجفاف لدى المرضى.
وأوصى بالابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة خلال ساعات النهار، التي قد تؤدي إلى إثارة المرض، ونصح باستخدام واقيات الشمس المناسبة.
وأكد سعيد على الابتعاد عن مضادات الالتهابات غير الاسترويدية كالأيبوبروفين والنابروكسبن، التي قد تؤدي إلى أضرار بالكلى في حالة الجفاف خلال النهار.