على بعد 430 كيلومترًا جنوبي العاصمة نواكشوط، تقع مدينة كيهيدي، عاصمة ولاية گوركول، على ضفة نهر السنغال، مقدمةً نفسها منذ عقود كنموذج فريد للتنوع المجتمعي الغني في موريتانيا.
مزيج ثقافي فريد:
يُعد سكان كيهيدي، المدينة الحدودية مع الجارة السنغال، مثالاً رائعًا للتنوع الإثني والثقافي. فهم يجمعون في ثنايا مجتمعهم مزيجًا فريدًا من الأعراق والعادات والتقاليد، مما يخلق فسيفساء ثقافية غنية تُثري حياة المدينة.
جسر المواطنة:
لا يضيع سكان كيهيدي فرصة للتعبير عن اعتزازهم بهذا التنوع. فقد حولوا ساحة المطار، الذي يقسم المدينة إلى نصفين، إلى جسر مواطنة حقيقي. ففي مناسبات الأعياد الدينية والوطنية، يتوافد سكان الأحياء المختلفة من لگليبات، ووندام، والجديدة من جهة، والتزّاه، والترحيل، و 310، وندرة من جهة أخرى، إلى هذه الساحة للاحتفال معًا، ومشاركة بعضهم البعض أفراحهم وأتراحهم.
رمز للتآخي والوحدة:
تحولت ساحة المطار بمرور الوقت إلى رمز للتآخي والوحدة بين مختلف مكونات المجتمع في كيهيدي. ففي هذه الساحة، يتجاوز الناس الاختلافات العرقية والثقافية، ليجتمعوا تحت راية واحدة من المحبة والتعاون.
أهمية الموقع:
يُعد موقع ساحة المطار عاملًا هامًا في تحويلها إلى ملتقى ثقافي. فكونها تقع في منطقة محايدة بين أحياء المدينة المختلفة، يجعلها مكانًا مثاليًا للقاء والتواصل. بالإضافة إلى ذلك، فإن قلة حركة الطائرات في المطار تجعل الساحة هادئة وآمنة، مما يوفر بيئة مناسبة للاحتفالات والتجمعات.
احتفال بالتنوع:
في هذه الساحة، تُقام الفعاليات المتنوعة التي تُجسد ثراء التراث الثقافي لكيهيدي. فمن عروض الرقص والموسيقى التقليدية، إلى مسابقات الألعاب الشعبية، تُقدم هذه الفعاليات للزوار فرصة فريدة للتعرف على عادات وتقاليد مختلف مكونات المجتمع في المدينة.
نموذج للوئام:
تُعدّ كيهيدي، بفضل تنوعها الثقافي الفريد واحتفائها بهذا التنوع، نموذجًا رائعًا للوئام والتعايش بين مختلف مكونات المجتمع. ففي هذه المدينة، يتعلم الناس من بعضهم البعض، ويُثمنون الاختلافات، ويُعزّزون ثقافة العيش المشترك.
كيهيدي، مدينة موريتانية تُجسد بوضوح معنى الوحدة الوطنية، وتُقدم درسًا هامًا للعالم أجمع في كيفية احترام التنوع والاحتفاء به.