تحولت ظروف البادية والاستنزاف للمواشي وعدم الاستقرار إلى مشكلة كبيرة بعد سلسلة ضربات الجفاف المتتالية وهلاك المواشي. هذا الوضع دفع بأحياء الرحل إلى البحث عن استقرار في قرية “أهل احمد طالب”، حيث يأملون في الحصول على خدمات الدولة والاستقرار.
في هذه القرية، بدأ الأهالي حياة جديدة تعتمد على زراعة الحقول القريبة خلال موسم الأمطار، بالإضافة إلى استغلال ما تبقى من دواجن ومواشي. يعتمدون أيضًا على دخل الشباب الذي يهاجرون إلى إفريقيا.
تعتمد القرية على حفر طينية مشتركة للشرب، حيث يشارك الأهالي مواشيهم وبقية المخلوقات في استخدامها. كما تقوم قوافل الحمير بنقل الماء إلى القرية في أوقات محددة، وغالبًا ما تساعدهم سيارات النقل عند الحاجة.
رغم تمكين بعض القرى المجاورة من شبكات الماء بفضل النفوذ والوساطة، إلا أن أهل أحمد طالب لم يتمكنوا من ذلك بسبب فقرهم وضعف حيلتهم. عطشهم أصبح سهل المنال للجهات الإدارية والسياسية الفاسدة الذين يستغلونهم لأغراضهم الشخصية.
على الرغم من دعمهم الكبير لحزب السلطة وحشو صناديق الاقتراع بالأصوات، لم يحظوا بالاهتمام المستحق. اليوم، يناشدون رئيس الجمهورية ووزير المياه ومندوب التآزر والمدير العام ل ONSER للمساعدة في حل مشكلة العطش، لا غير.
إنهم لا يطالبون بثروات البلاد، بل بحقهم الطبيعي في شربة ماء تنقذهم من العطش المستمر.
المصدر: وكالة كيفة للأنباء