
سبق التنبيه في التدوينة السبقة (آيات سورة القرة)، إلى أن المقصود (بالآية) في هذه السلسلة، هو البرهان والمعجزة التاريخية الدالة، كما عبر عنها القرآن بذلك.
وفي آل عمران طالعتنا ست آيات تاريخيات معجزات، هي:
1) التكثير والتقليل البصَري المتبادل بين جيشيْ المؤمنين والكافرين في معركة بدر، المذكور في قوله تعالى: (قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا، فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْن). وفي قوله: (وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا).
2) إمداد زكريا بالولد الصالح، رغم كبر سنه وانقطاع امرأته عن النسل.
3) إمداد مريم بالطعام الشهي، يأتيها مباشرة من الله بلا واسطة.
4) ميلاد عيسى عليه السلام من غير أب، على نحو ما كان لأبيه آدم.
5) معجزات عيسى عليه السلام الخارقات المذكورات في قوله تعالى: (إنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّه، وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّه، وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ، إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
6) نزول الملائكة يوم بدر من السماء لمؤازرة ومناصرة المؤمنين، المبينِ في قوله تعالى: (إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ، بَلَىٰ ۚ إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ).