
ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف يوم الثلاثاء، بعد تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على النفط الروسي والإيراني، إضافة إلى مهاجمته لإيران، رغم أن المخاوف بشأن تأثير الحرب التجارية على النمو الاقتصادي العالمي حدّت من المكاسب.
بحلول الساعة 03:30 بتوقيت غرينيتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 16 سنتاً، أو بنسبة 0.2%، لتسجل 74.93 دولاراً للبرميل، فيما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بـ 13 سنتاً، أو بنسبة 0.2%، لتصل إلى 71.61 دولاراً.
وكانت العقود قد وصلت إلى أعلى مستوياتها في خمسة أسابيع في اليوم السابق.
وقال ييب جون رونغ، استراتيجي السوق في “آي جي”، إن التهديدات الأميركية بفرض رسوم جمركية على النفطين الروسي والإيراني تزيد من المخاطر على المدى القصير، حيث يتوقع المتداولون تأثير هذه التهديدات على إمدادات النفط في السوق.
ورغم ذلك، لا تزال المخاوف الأكبر تدور حول تأثير الرسوم الجمركية المحتملة على الطلب العالمي، إلى جانب زيادة المعروض من “أوبك بلس” والولايات المتحدة، بحسب ييب.
وتوقع استطلاع لآراء 49 اقتصادياً ومحللاً، أجرته “رويترز” في مارس، أن تبقى أسعار النفط تحت الضغط هذا العام بسبب الرسوم الجمركية الأميركية والتباطؤ الاقتصادي في الهند والصين، في حين يواصل “أوبك بلس” زيادة المعروض.
في هذا السياق، قال المتداولون إن تهديدات ترامب لم تؤثر على السوق بشكل كبير، مشيرين إلى أن التحذيرات الخاصة بروسيا قد تكون مجرد “خدعة” في الوقت الحالي. وكان ترامب قد صرح يوم الأحد لشبكة “إن بي سي نيوز” أنه غاضب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأنه ينوي فرض رسوم جمركية تتراوح بين 25% و50% على مشتري النفط الروسي، في محاولة لعرقلة الجهود الروسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وأدت تهديدات ترامب بفرض الرسوم على مشتري النفط من روسيا، ثاني أكبر مُصدر للنفط في العالم، إلى تهديد إمدادات النفط العالمية، لا سيما في الصين والهند، أكبر عملاء موسكو. كما هدد ترامب إيران برسوم جمركية مماثلة وقصف إذا لم تتوصل طهران إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي.
في الوقت نفسه، أشار محللو استراتيجيات السلع في “آي إن جي” إلى أن التهديدات قد تكون مجرد تهديدات في الوقت الراهن، لكن في حال تنفيذها، فإنها ستؤدي إلى مخاطر صعودية كبيرة على السوق نظراً لحجم صادرات النفط من روسيا وإيران.
تترقب الأسواق بيانات المخزون الأسبوعية من معهد البترول الأميركي، والتي من المتوقع أن تظهر انخفاضاً في مخزونات النفط الخام الأميركية بنحو 2.1 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 28 مارس.
وفي ذات السياق، حافظ ضعف الدولار على استقرار السوق، إذ يعزز من الطلب على النفط، مما يجعله أقل تكلفة لحاملي العملات الأخرى.