المواضيع الرئيسيةمقالات

ما يجري في قطاع غزة إبادة جماعية يجب وقفها / سري القدوة

ما يحدث في قطاع غزة لا يمكن وصفه إلا بالإبادة الجماعية، ويحب أن تتوقف بينما أصبح الوضع في غزة غير قابل للاستمرار بسبب حرب الإبادة التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأن ما يحدث في غزة لا يمكن أن نسميه شيئا آخر غير الإبادة الجماعية، ونستغرب استمرار صمت المجتمع الدولي وعدم تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة وتجاهل حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير .

 

الجريمة النكراء التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف مستشفى الأهلي العربي (المعمداني) التابع للكنيسة الأنجليكانية في مدينة غزة، في أحد أكثر الأيام قداسة لدى المسيحيين، يوم أحد الشعانين، حيث يعد ذلك انتهاكا صارخا لكل القيم الدينية والإنسانية، وأن تدمير المستشفى المسيحي الوحيد في قطاع غزة، والذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر، يمثل إهانة مباشرة للمجتمع المسيحي في فلسطين والعالم، واستخفافا بحرمة الأعياد الدينية، واعتداء على مؤسسة إنسانية تخدم المئات من المرضى والمصابين يوميا .

 

الغارة الإسرائيلية التي استهدفت قسم العناية المركزة الطارئة والصيدلية تسببت بوفاة طفل يبلغ من العمر 13 عامًا خلال عملية الإخلاء، بعد أن كان يعاني من إصابة في الرأس، وأن ما جرى ليس حادثا عرضيا، بل جريمة ممنهجة تأتي ضمن سياسة إسرائيلية متعمدة لتدمير كل مقومات الحياة في قطاع غزة .

 

مواصلة العدوان الإسرائيلي واستمرار الاستهداف الممنهج للمدنيين والأعيان المدنية في غزة، وتدمير المرافق الحيوية التي تقدم خدماتها الأساسية للسكان، واستخدام إسرائيل الجوع والحصار سلاحين لدفع الفلسطينيين نحو التهجير القسري، حيث دمر جيش الاحتلال عمدا 34 مستشفى منذ بداية العدوان، ضمن سياسة إبادة شاملة تشمل التجويع، والحرمان من المياه والأدوية، وتدمير البنية التحتية الصحية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف .

 

المجتمع الدولي ومجلس الأمن يتحملان على وجه الخصوص، المسؤولية الكاملة عن التقاعس في حماية المدنيين، وفشلهم في وقف الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، وفي فتح المعابر، وإدخال كافة المساعدات الإنسانية والإغاثية لسكان القطاع، خاصة وأن الإجراءات الراهنة تنذر بكارثة انسانية تتحملها إسرائيل مسؤوليتها بالكامل ولا بد من البدء الفوري بعمليات الإغاثة وإعادة الإعمار، ويجب على كنائس العالم، ومجالسها، والمؤسسات الدينية والإنسانية، الدعوة الى كسر الصمت الدولي، وإدانة الجرائم المروعة، واتخاذ خطوات فعلية لحماية ما تبقى من المؤسسات الإنسانية في قطاع غزة، والوقوف إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني الذين يواجهون حربا إبادية متواصلة، ولا يمكن استمرار صمت العالم على قصف مستشفى مخصص لإنقاذ الأرواح، وفي يوم مقدس حيث يشكل طعنة في ضمير الإنسانية، لن تمحى من ذاكرة التاريخ .

 

وحان الوقت لاتخاذ موقف دولي مما يجري في قطاع غزة وضرورة التدخل لوقف الاعتداءات الصارخة وتفعيل آليات القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف حرب الإبادة خاصة في ظل التحركات التي تضطلع بها الأطراف الإقليمية والدولية لتحقيق التهدئة واستئناف اتفاق وقف إطلاق النار، وأهمية تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل وقف عدوانها على غزة وفتح المعابر المخصصة لإرسال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وتلبية حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ووقف الجرائم بحقه ومحاسبة المسؤولين عنها .

 

سفير الإعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

infoalsbah@gmail.com

سري القدوة
رئيس تحرير جريدة الصباح
http://www.alsbah.net

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى