تبدأ فرنسا تشغيل أول مفاعل نووي تم بناؤه حديثاً منذ ربع قرن، بعد تأخيرات استمرت 12 عاماً، مع تطلعات باريس لتحقيق انتعاش اقتصادي من خلال خطط لبناء المزيد من المحطات الجديدة، وفقاً لصحيفة “فاينانشيال تايمز”.
أعلنت شركة كهرباء فرنسا EDF، المشغلة لأكبر أسطول من محطات الطاقة النووية في أوروبا، يوم الاثنين أن هيئة السلامة النووية ASN قد منحت الضوء الأخضر للشركة لإنتاج الإلكترونات الأولى لمفاعل “فلامانفيل 3”. وقد بدأت الشركة عملية تنشيط النيوترونات في قلب المفاعل للوصول إلى عتبة التفاعل المتسلسل، مع توقع تسليم أول كيلووات ساعة في نهاية الخريف.
إذا نجحت هذه العمليات، فسوف يتم توصيل المفاعل بالشبكة قبل نهاية العام الجاري، بمجرد وصوله إلى 25% من إجمالي قدرته البالغة 1.65 جيجاوات، وهو ما يكفي لتشغيل مدينة كبيرة، حسبما أفادت صحيفة “لاكروا”.
تعتبر هذه العملية الأولى من نوعها في فرنسا منذ 25 عاماً، عندما بدأت محطة كهرباء “سيفو” العمل. وتقدر تكلفة “فلامانفيل 3” بحوالي 19.1 مليار يورو، وهو ما يتجاوز بكثير الميزانية الأصلية المقدرة بـ 3.3 مليار يورو.
وأشار أحد المطلعين على المشروع إلى أن “فلامانفيل” واجه جميع الصعوبات الممكنة عند بدء التشغيل، لكن تم التغلب عليها. وأكد على أهمية إجراء جميع الاختبارات وفق الخطط الموضوعة، وأن أي انحرافات يجب تحليلها بدقة.
عانت صناعة الطاقة النووية في فرنسا من انخفاض الطلبات على مدى العقود الأخيرة، مما أدى إلى مغادرة العديد من العمال المهرة للقطاع. وقد ارتفعت تكلفة مفاعل فلامانفيل لأكثر من أربعة أضعاف الميزانية الأصلية.
وقال ريجيس كليمنت، الرئيس المشترك لقسم الإنتاج النووي في EDF: “إنها خطوة تاريخية في هذا المشروع”.
ذكرت شركة كهرباء فرنسا، التي لديها عقود لبناء مفاعلات جديدة في بريطانيا وتدرس تصدير تصميماتها إلى مناطق أخرى، أنها تعلمت دروساً قيمة من مشروع فلامانفيل 3 ستساعدها في تقليص أوقات البناء في المستقبل.