يهدف صالون الولي محمذن ولد محمودن إلى نشر القيم الثقافية العربية والإسلامية، كما هي مبثوثة في القرآن والسنة النبوية الغراء، وكما في كتب السلف وآراء المحققين والمفكرين المعاصرين، كما يهدف إلى إشاعة روح التسامح بين المسلمين من جهة وبينهم وبين شعوب العالم المسالمة من جهة أخرى، والتعاون فيما بينهم لتطوير عجلة البحث العلمي والتعاون الثنائي بين حملة مشعل الرأي والثقافة والعلم والذوق الصوفي الذي هو روح كل ما سبق.
وقد مر صالون الولي بمراحل من التطور والانتشار اتسمت جميعا بالقبول والتأثير في الرأي العام المحلي والإقليمي، ويختص الصالون من بين كل الفعاليات الثقافية الوطنية بأن له حسا تاريخيا من حيث التوثيق وحفظ المنتج في إطاره، بل يمكن القول إنه استفاد من كل مراحل تطور الوسائط الإلكترونية ليحتفي بموروثه وبنفسه فاستخدم لذلك الأقراص والأقراص المدمجة والمدونات والمواقع ووسائل التواصل الاجتماعي التي له عليها صفحة يرتادها يوميا آلاف القراء ويتفاعلون بواسطتها.
تبلغ حلقات الصالون المعروفة لدي – وأنا من الجيل الجديد نسبيا (2003)- مئات الحلقات الموثقة التي أنعشها أعلام الثقافة والفكر والأدب من السادة العلماء والمفكرين والمثقفين والإعلاميين والمربين من مختلف الأجيال وشتى المشارب الفلسفية والأيديولوجية ومن التقنيين والساسة والإداريين والمبدعين شعراء وروائيين ونقادا، لم يك باب الصالون يوما إلا على مصراعيه مفتوحا وما ينبغي له إلا أن يكون كذلك، ومن ثم فقد ارتاده الطلاب والمهتمون بالشأن الثقافي والمتعلمون والمتعطشون لسماع القول الفصل في المسائل المطروحة سواء كانت مطروقة أو مسكوتا عنها، وكل أولئك يعلمون أنه حين يناقش الموضوع في مكان تزاحم العقول في صالون الولي محمذن بن محمودن سيخرج الصواب، لقد كان صالون الولي مصدرا للكثير من الآراء والنظريات التي طرحت بشكل مباشر وغير مباشر في أطاريح علمية ورسائل جامعية وكتب ومؤلفات مستقلة نال بها أصحابها الدرجات العلى وأحلتهم المناصب الرفيعة، كما غذت أفكار الصالون وموضوعاته على فترات مديدة صفحات الجرائد والمجلات الوطنية من خلال تحقيقات وملفات ومقالات وأعمدة كان لها الدور الأكيد في توعية المجتمع وأخذ يده نحو الطريق القويم، ويوم كان التلفزيون الوطني في الميدان وحيدا كان حظ الصالون فيه وافرا فقد أنتج حلقة من البرنامج الثقافي الأوسع انتشارا خصصها للصالون ومسيرته، أما بعد التعددية الإعلامية وفتح الفضاء السمعي والبصري فحدث عن الصالون ولا حرج، لكن للتنوير وقفات لا تنسى .
المصدر: صفحة الولي محمذ ولد محمودا