إن عدم اتفاق المعارضة على مرشح رئاسي في نظرنا يعد بمثابة تسليم باستمرار مرشح السلطة في مكانه ،لأنه لن يكون ممكنا القدرة على تجميع حجم من الناخبين مؤثر يمكن ان تواجه به قوى السلطة المستندة إلى عوامل كثيرة تدعمها ،في ظروف تشتت المواقف كما هو واقع
،و في هذ الوضع وضمن هذه الظروف التى وجدت المعارضة نفسها فيها ،لم يكن بد من خطوة تواصل التى اقدمت عليها و ترشيحها لرئيسها ،فأي حل غير هذ الترشيح لن يكون له جدوى ففي هذه الظروف لم يبقى أمام حزب تواصل من موقف أكثر منطقية وأكثر جدية من محاولة خلق موقف تعبوي موحد بتوجيهه لجماهيره لدعم مرشح قادر على ضبطهم تنظيميا وتعبئتهم وحفز قدراتهم وإمكانياتهم التعبوية والأعلامية ،ورص صفوفهم وربطهم بقواعدهم ومصادر قوتهم ،كل ذلك لا يمكن توفره إلا بترشيح رئيس الحزب ومن يماثله في الاهمية عند جمهور الحزب ،.وإن محاولة دعم مرشح آخر لن يمكن ،لانه لن يكون قادرا على جعل جماهيره تدعم بكل قوتها أحدا لا تتبنى مواقفه ولا تؤمن بتوجهاته كما جرى في اوقات ومناسبات ماضية ،
إننا جميعا نعلم أن حزب تواصل هو الاقوى والاكثر انتشارا من جميع الاحزاب الوطنية باستثناء حزب النظام حزب الإنصاف . ورغم أننا نعتقد أن لديه مشاكل في التنظيم والضبط ،تؤثر على فعاليته شيئا ما إلا أنه يبقى الاكثر إمكانية للتاثير والاكثر أهلية للعب دور رئيسي في التغيير وفي مستقبل البلاد ..
إن حزب تواصل برغم.الهزات والازمات التى تسبب فيها نقص الديناميكية والفعالية التى أثرت على حجم الإنجاز الذي ظل دون المستوى ودون الطاقات والجهد الذي يبذله الشباب لقد ادى التناقض بين المامول والمنجز ،مع صراع تيارات الواقع ونقاشات الساحة و المنطقة العربية والإسلامية أدى كل ذلك إلى نقص مستوى الحماس الذي تحول لتراخ في الالتزام وضبط المسار ثم تطور إلى تكاسل وتوقف بعض من تعبوا وبعض من لم يروا في الافق حلا لقد تضرر الحزب ، كثيرا بسبب نقص الوعي الذي هو سمة عامة في المثقفين الموريتانيين وفي جميع تياراتنا السياسية متسببة في الميوعة وضعف الوعي .
فلم يستطع الكثيرون التمييز بين التحدث بالماخذ وإبداء الانتقادات وبين الوصول لدرجة الوصول للعداء و التسبب باالإضرار ،إن بعض التواصليين أضروا بمواقفهم و أخطؤوا في تكتيكاتهم فاضعفوا حزبهم الذي يظل رغم كل شيء يشكل أكبر قوة يمكن ان تشارك في التغيير الذي يتفق الجميع إلى الحاجة إليه ….
إننا نعلم انه لو امكن لتواصل تعبئة جماهيره لتاييد ودعم النائب بيرام بن اعبيد في الرئاسيات لكان يمكن ان يحدث ذلك التغيير المطلوب ، ،لكن نعلم ايضا ان تواصل لا يستطيع ان يجعل جماهيره تدعم بيرام لاسباب تتعلق بالعقلايات وامور كثيرة اخرى .وهذا جعل ترشيح تواصل لرئيسه هو الحل الاكثر إمكانية وقابلية للوقوع مهما كانت الصعوبات والتحديات!!!.
وننتظر ما سيتبع الترشيح من سياسات وبرامج وخطط ،وعلاقات بالاحزاب وبالاوساط الشعبية ،وكيف ستكون سياساته في علاقاته بالدولة وباللجنة الانتخابية والسلطات الجهوية ،بالنقابات والاتحادات والاوساط القبلية والطوائف والجهات والشخصيات الوطنية .إنها .امور كلها تتضمن ما يقدم ويؤخر ويرفع ويخفض ،إننى ممن ارى إمكان تحقيق تواصل للكثير اذا توفرت ظروف مناسبة، ، والسياسة فن الممكن وكل شيء ممكن!!!
التراد بن سيدى