اغتيل إسماعيل هنية، أحد أبرز قادة حركة حماس، في العاصمة الإيرانية طهران، يوم الأربعاء، خلال غارة استهدفت مقر إقامته. على مدى عقود، شكل هنية رمزًا بارزًا في حركة حماس، مشتهراً بدوره القيادي البارز وتاريخه الحافل بالمواقف الجريئة والقرارات الحاسمة.
تاريخ حافل بالمعارك والنضال
تولى هنية، الذي وُلد في مخيم الشاطئ للاجئين في غزة عام 1962، قيادة حركة حماس بعد أن أسسها عام 1987. وقد عانى من الاعتقالات الإسرائيلية المتكررة، وواجه المنفى، لكنه ظل دائمًا في صدارة النضال الفلسطيني.
في عام 2006، أصبح هنية رئيسًا للحكومة الفلسطينية، وبرز اسمه بشكل بارز في مفاوضات وقف إطلاق النار وقيادة الحركة خلال أوقات النزاع. منذ اندلاع الحرب مع إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، قاد هنية جهود حماس في المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار وإدارة المعركة العسكرية.
دور قيادي وتأثير عالمي
خلال مسيرته، تعرض هنية لمحاولات اغتيال، ونجا من غارة إسرائيلية في عام 2003، بينما اغتيل الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حماس، في العام التالي. تم انتخاب هنية رئيسًا للمكتب السياسي للحركة في عام 2017، خلفًا لخالد مشعل، وقد قاد الحركة في فترة سعت خلالها لتخفيف عزلتها الدولية.
وفي الوقت الذي أعلن فيه عن تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، استقبل هنية بحرارة في طهران، حيث التقى بالمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، وأكد على تمسك حماس بثوابتها رغم الضغوط.
أثر الاغتيال والتداعيات
لقد كانت فترة وجود هنية خارج غزة مرتبطة بالعديد من التحديات، بما في ذلك الدعوات الدولية لإصدار مذكرة توقيف بحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وأثرت الحرب الإسرائيلية على عائلته بشكل مباشر، حيث قُتل عدد من أقاربه، بمن فيهم ثلاثة من أبنائه.
اغتيال هنية يذكّر بمصير قادة حماس السابقين مثل الشيخ ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، ويطرح تساؤلات حول المستقبل السياسي للحركة والدور الذي سيلعبه خلفاؤه.
ستظل ذكراه محفورة في ذاكرة الفلسطينيين ومؤرخي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في ظل استمرار النزاع وغياب شخصيات قيادية مؤثرة في الساحة الفلسطينية.