المواضيع الرئيسيةمقالات

أسئلة من وحي الصعود المشبوه والزيارات المقلقة / الخليل المختار عبد الله

هل تقف موريتانيا اليوم عند منعطف تاريخي يتطلب أكثر من مجرد اليقظة؟ وهل يمكن القول إن التحديات التي تواجه وحدتها الوطنية، والتي كادت أن تعصف بها في منعطفات سابقة (66، 89)، تتخذ اليوم أشكالاً أكثر تعقيداً وغموضاً؟ بينما نتنفس الصعداء نسبياً لفشل دعوات الانقسام الصريحة في الماضي القريب، ألا يجدر بنا التساؤل: هل ما نشهده اليوم هو مجرد هدوء يسبق عاصفة من نوع جديد، عاصفة تُحاك خيوطها في الظلام وبأدوات مختلفة؟

لماذا أخفقت حركات مثل “أفلام” و”إيرا”، رغم ما أثارتاه من جدل وما عبرتا عنه من موقف ضد كل ما هو اسلامي أو عربي (العودة إلى لقاء بيرام وجالو مع البرلمان الفرنسي)، في تحقيق اختراق حاسم للنسيج الوطني؟ هل كان ذلك فقط بسبب الرفض الشعبي لخطابها العنصري، أم أن هناك عوامل أخرى تتعلق بصلابة غير متوقعة للمجتمع الموريتاني؟ والأهم من ذلك: هل استخلص المتربصون بالبلاد دروساً من هذا الإخفاق؟ هل أدركوا أن المواجهة المباشرة قد لا تكون السبيل الأمثل لتقويض هذا الصمود، وأن هناك طرقاً أخرى، أكثر نعومة وتخفياً، قد تكون أشد فتكاً؟

كيف نفسر الصعود الصاروخي والمفاجئ لـ “أسرة” #متمصوفة بعينها، وامتلاكها لثروات طائلة تبدو عصية على التفسير المنطقي وفي فترة زمنية وجيزة؟ ما هي طبيعة هذا النفوذ الذي يتغلغل بهدوء وثبات في مفاصل المجتمع والدولة؟ هل هو مجرد نجاح اقتصادي لكي لا أقول #فروسي واجتماعي لافت، أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟ وماذا عن الدوائر المحيطة بها، وعن الحديث المتزايد حول ارتباطها أو ترويجها لأجندات ثقافية واجتماعية يراها الكثيرون دخيلة ومستهدِفة للقيم والهوية؟ هل يمكن أن يكون هذا جزءاً من استراتيجية أوسع لتغيير وجه المجتمع من الداخل؟

#هل من قبيل الصدفة البحتة أن يتزامن هذا الصعود اللافت، مع عودة خافتة أو مبطنة لخطابات #عنصرية أو تلميحات #للعنف لدى جهات معروفة بتاريخها في هذا المجال؟ والأكثر إثارة للقلق: كيف يمكن تفسير زيارة #شخصية دولية معروفة بسجلها الحافل في #تجارة السلاح #والتهريب الدولي لهذه الدوائر أو محيطها، خاصة في #هذا التوقيت بالذات؟ هل يمكن تجاهل التقارير أو الأحاديث المتصاعدة في بعض الأوساط عن التفكير في التسلح أو البحث عنه؟ #ألا تبعث زيارة “تاجر موت” في هذا السياق برسائل خطيرة تتجاوز أي تفسير دبلوماسي أو متمصوف بريء؟ وماذا عن شبكة العلاقات الدولية الممتدة من أمريكا للإمارات وصولاً إلى السودان؟ هل هي مجرد علاقات عادية، أم خيوط لشبكة ذات أهداف غير معلنة تستهدف استقرار المنطقة وموريتانيا تحديداً؟

هل يمكن أن تكون “القوة الناعمة” – المتمثلة في النفوذ المالي، والتغلغل الاجتماعي، والعلاقات الخارجية المشبوهة، والترويج لأجندات ثقافية مثيرة للجدل – هي السلاح الجديد الذي #يُستخدم ضد موريتانيا؟ هل نحن أمام استراتيجية تهدف إلى تحقيق ما فشلت فيه المواجهة الصريحة وخطابات الكراهية المباشرة؟ هل يمكن أن يكون هذا التغلغل الناعم، الذي يبدو أقل عدوانية في ظاهره، هو في حقيقته أكثر خطورة لأنه يعمل على #تفكيك المجتمع من الداخل، #وشراء الولاءات، #وتغيير القيم، #وإضعاف الانتماء الوطني؟ أليست هذه وصفة لتفكيك الدولة والمجتمع دون إطلاق #رصاصة واحدة، على الأقل في #المرحلة الأولى؟

إذا كانت هذه الفرضيات والتساؤلات تحمل جزءاً من الحقيقة، فما هو الهدف النهائي من كل هذا؟ هل هو مجرد صراع على النفوذ #الداخلي، أم أن الأمر يتعدى ذلك إلى محاولة لتقويض #استقرار موريتانيا، وتفكيك وحدتها، وربما السيطرة على #مقدراتها أو استخدام موقعها #الجيوسياسي لخدمة أجندات #خارجية؟ من يقف حقاً وراء هذه التحركات؟ ومن المستفيد الأكبر من إضعاف موريتانيا وزرع الفتنة بين أبنائها؟

ختاما: إلى متى سنظل نتعامل مع هذه المؤشرات المقلقة باعتبارها مجرد أحداث منفصلة أو مبالغات؟ هل تدرك مؤسسات الدولة، #الأمنية والسياسية والقضائية، حجم الخطر المحتمل وتعمل على تفكيك هذه الألغاز وقطع الطريق أمام أي مخططات مشبوهة؟ هل يمتلك المجتمع المدني والقوى الحية الوعي الكافي والقدرة على تحصين الجبهة الداخلية في مواجهة هذه الأساليب الجديدة والمخاتلة؟ أم أننا سنستيقظ يوماً لنجد أن ما كان مجرد #تساؤلات مقلقة قد تحول إلى واقع مرير يصعب التعامل معه؟ إن الإجابة على هذه الأسئلة، أو بالأحرى، عدم الإجابة عليها في الوقت المناسب، قد يحدد مصير بلد بأكمله. فهل من مجيب؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى