
حظر الرئيس حضور موظفي الدولة للاجتماعات القبلية خطوة لترسيخ الولاء للوطن .
في خطوة تعكس حرص القيادة على ترسيخ مفهوم الدولة الحديثة وتعزيز قيم المواطنة والانتماء الوطني، أعلن اليوم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ول الشيخ الغزواني أنه يحظر من الآن فصاعدا علي جميع موظفي الدولة تنظيم أو حضور أي فعاليات ذات طابع جهوي أو قبلي أو انتمائي، ،ويعتبر هذا القرار قرارا طلائعيا يأتي في سياق الجهود الجديدة الرامية إلى توحيد الانتماء والولاء تحت راية وطن واحد لشعب واحد يومن بدين واحد، متساو في الحقوق والواجبات وضمان أن تكون الخدمة العامة للوطن موجهة للوطن وخالصة للوطن وحده دون أي تأثير أو ولاءات فرعية قبلية او جهوية وهو ما سيعزز مفهوم الدولة والوفاء لها و البذل بإخلاص ووطنية تامة في سبيلها.
لقد شكلت القبيلة عبر التاريخ مكوّنًا أساسيًا في النسيج الاجتماعي، وأسهمت في حفظ القيم والعادات والتقاليد الأصيلة، حين كنا بداة رحلا لا نعرف الدولة ولا مفهوم الدولة؛ إلا أن الظروف تغيرت والأحوال تبدلت ونحن نسعى جاهدين لبناء المدرسة الجمهورية
وتكوين أجيال جديدة تواكب العصر، لا تومن الا بالوطن وتبتعد كل البعد عما سواه، فقد تربت بالمدرسة، على أن تلبس زيا واحدا وتقدم نشيدا وطنيا واحدا وان تحيى علما واحدا وان تخدم بلدا واحدا هو موريتانيا الموحدة. لذا اراد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أن تبقى مؤسسات الدولة وموظفوها في منأى عن أي مظاهر يمكن أن يفسَّر على انه نحيازً أو انتماءً خارج الإطار الوطني. ومن هنا تتجلى أهمية هذا القرار الرئاسي المبارك لتأكيد مبدأ الحياد المهني، وترسيخ فكرة أن موظف الدولة يمثل الدولة فقط، ولا يمثل اي جهة أو تجمع او انتماء آخر.
إن الدولة الحديثة تقوم على أسس المواطنة والمساواة والالتزام بالقانون وخدمة المصلحة العامة بعيدًا عن أي مؤثرات قبلية أو اجتماعية. ومن خلال هذا القرار، نقرأ رسالة واضحة مفادها ان زمن الولاءات قد ولى، وأن المرحلة الجديدة هي مرحلة الواطنة والولاء للوطن والوطن وحده والالتفاف حول القيادة الشرعية وخدمة مؤسسات الدولة بنزاهة وإخلاص.
كما أنه يعكس وعيًا متقدمًا بأهمية ضبط العلاقة بين الانتماءات الاجتماعية والواجبات الوظيفية، خصوصًا في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة وشبه المنطقة، حيث تسعى الدولة إلى حماية نسيجها الاجتماعي من أي ممارسات قد تُستغل لإضعاف روح الوحدة الوطنية.
بهذا القرار، يؤكد فخامة الرئيس أن الانتماء للوطن فوق كل انتماء، وأن المرحلة المقبلة هي مرحلة العمل بروح وطنية خالصة، يكون فيها الولاء للوطن أولًا وأخيرًا.
شكرًا صاحب الفخامة على هذه الخطوة الوطنية الحكيمة.
مريم بنت محمد سيدي: مكلفة بمهمة بوزارة التربية و إصلاح النظام التعليمي أمينة عامة سابقة

