لا يعرف الكثيرون عن الرئيس بيرام ولد الداه ولد اعبيد إلا قليلا تداولته الصحافة، ودخلهُ نصيب المغرضين، ومن لهم حاجة في تشويه الصورة، ولفت الأنظار عن حقيقة قائدٍ ألهم الكثير من الموريتانيين، الساسة منهم، والحقوقيين، وبعث حركة النضال المدني من مَرْقِدِهِ، وأعادَ للإنسان الحرطاني، والمستضعف بشكل عام؛ ذاتَهُ المَسلوبةَ، وضميرَهُ الْحَيَّ، لذا كان لزاما علي أن أُميطَ اللِّثَامَ عن جوانبَ من شخصيةِ هذا القائد الفذ، وجوانب ظَلَّت ْمطمورةً داخل الصورَةِ النَّمَطِيةِ المتداولةِ، مَخْفِيةً في يوميات الرأي العام، وأحاديثِ الساسةِ، واللقاءَاتِ الصحفية، فلعلَّ الْمُنصِفَ يرى فيها ما لا يراهُ النَّمَطِيُّون، ويُدركَ في زواياها حقيقَةَ رجلٍ اجتماعِيٍّ من الدرجة الأولى، ..وقائدٍ كريمٍ مِعْطَاءٍ، وَمُؤثرٍ قَريبٍ من قلوب الناس… لَطِيفٍ يستوعب، ويتفهم، ويتغاضى، وتَجْرِي النُّكْتَةُ عَلَى لِسَانِهِ عَفويَّةً ضاحِكَةً، فلا يَتركُ فُرصةً للمداعَبَةِ، والمِزَاحِ الرَّفيعِ حتى يَغْتَنِمَهَا، وهو مع ذلك وقورٌ، عارفٌ بمجتمعِهِ الموريتاني مطَّلعٌ على أعرافِهِ، وحكاياتِهِ، ومفاخرِهِ ومثالبِهِ، يُدركُ مَوَاطِنَ القُوَّةِ فيهِ والضَّعْفَ، ويَعْرِفَ كَيْف يستفيدُ من ذلك كُلِّه متى شَاءَ، وفي الوقتِ الذي يُريد..
لقد كان التحاقي بحركة إيرا عام 2015 م، وكنت قبل ذلك أتابع الساحة السياسية والحقوقية باهتمام، وأرتقبُ ظهور نمطٍ جديدٍ من النضال بأساليب ومناهج غير معهودة تأخذ من فهم المجتمع و المعرفة به ومن رقي الفكر والسمو به أساسا لعلاج الواقع وخلق تغيير جاد في مختلف جوانب الحياة …. ثم وجدت ضالتي في حركةً وليدةٍ جديدةٍ على الساحةِ الوطنيَّةِ، تحمل خِطاباً مُختَلِفاً، ورُؤيةً مُلفتَةً، وطرحاً حُقُوقيا مُقْنعا ومُثيراً، ضجت له موريتانيا بكاملها، فرأيت يومها، أنَّ التغييرَ الجاد لابدَّ له من صوتٍ مرتفع، ومن صدمة مثيرة وملفتة..
بعد التحاقي بالحركة وخلال فترة وجيزة بدأت أقترب من الرئيس بيرام ولد الداه ولد اعبيد، أحضر لقاءاته، وأواكب مجالسه العامة والخاصة، فألتقط منه الرؤى الناضجة للتغيير، والتصور الثاقب للمستقبل، أتقاسم وإياهُ رحلةَ الحياة المثمرة، حبا فيه وإيمانا بما يحمله من مقومات التغيير البناء وباحترام متبادل كسبت ودَّهُ، وحظيت بثقته، فاصبحت صديقه، وصفيه، وخليله، ربطتنا العلاقات الأخوية برباط وثيق، فكان يتندبني لمهام كثيرة، فتوطدت الصلات أكثر فأكثر ومن بين الكثيرين كان الرئيس ينعتني ب “اترزكي”، وهو كعادته حاضر الملاحظة لِنَبَاهَتِهِ ورَجَاحَةِ عَقْلِهِ، وكانَ يُنْزِلُ الناس منازلهم، وَيَحْمِي لكُلِّ مُنَاضلٍ مكانته، وهيبته..
وفي الحلقات القادمة حديث مفصل عن مخبوء شخصية الرئيس في تجلياتها المختلفة، أرصدها بعين العارف والأخ والرفيق……