الفتاش الإخباري: ما يحدث على الجبهة الشرقية عملية مكر و محاولة جر البلد لحرب خاسرة تقودها جماعات لا علاقة لها بالارض و لا بتاريخها و لا بمستقبلها وهي محرجة لساستنا فالحدود الطويلة بين البلدين لا يمكن حمايتها بالكامل و في حمايتها اسناد مجاني للمؤسسة الامنية الروسية لا قائل بتوفيره فكل الخدمات معوضة في حالات السلم فمابالك في حالة الحرب..
إن اتساع الحدود و اختلاط سكانها وىتشابههم حد التطابق عنصر فاجأ ” فاغنر ” و صبر النظام الموريتاني رغم الحسرة و رغم الضحايا لا زال يعري هدف الحرب في مالي و يوضح غرض القوة الروسية و تواجدها غير بعيد من شواطئ المحيط حيث حقول الغاز الواقعة تحت شبه سيطرة الحلفاء في حلف الناتو الذي إن احسن نظامنا التصرف قد يوفر حليفا له اكثر من دافع لوقف حركة القوة الروسية في شبه المنطقة التي بدأت توفرا بديلا رخيصا للغاز الروسي
كما أن توظيف تاريخ السلم المشترك بين الشعبين المالي و الموريتاني من شأنه الضغط على الحكومة المالية واعادة حساباتها بل ربما اعادة تنظيم علاقتها بروسيا و جناحها العسكري رغم صعوبة التخلص من حضن المؤسسة الامنية الروسية الخاصة غير انها مهمة ليست مستحيلة و لا مستبعدة, فكل المحاولات التي حدثت في الماضي لفرض الحلول في مناطق النزاع في دولة مالي باءت بالفشل و لن تتمكن روسيا من فرض الامن في الصحراء التي لا تزيد تكلفة المحارب فيها على بندقية و اعيرة و خبزة مقابل ما يكلفه عنصر واحد في قوة ” فاغنر” او في الجيش النظامي و شبه النظامي المالي
و تفرغ المحارب في مناطق النزاع مدى الحياة لمهمته المقدسة و مهمة الجندي المحدودة زمانا و مكانا و المرتبطة بالتعويض المادي و احترام القانون و النظام مقابل فلسفة الصائل دمه هدر.
إن توثيق المخالفات التي تزايدت على الحدود و حصر الضحايا و إشراك منظمات النظام الدولي المختصة في عملية التوثيق و مضاعفة توفير الامن في المناطق الآهلة و مواساة اسر الضحايا و الوقوف الى جانبهم و ترسيخ ثقافة الامن و اتباع الحيطة و الحذر عن طريق حملات التوعية, تبقى من اهم وسائل تسيير الازمة المفروض علينا التعامل معها بمزيد من الحذر و الصبر و أخذ العصا من الوسط و عدم الافراط في إشراك الحلفاء و عدم الارتماء في احضانهم فمالي الشقيقة هي الدولة الجارة الوحيدة التي لم ندخل معها في صراع بالاضافة الى دولة الجزائر ويوميات الاهالي هنا وهناك تزخر بالشواهد و التجارب الناجحة للعيش المشترك.
دقيقة واحدة