المواضيع الرئيسيةالاخبار

في وداع الشيخ فتى/ الشيخ محفوظ إبراهيم فال

عرفت شيخنا محمدن عبد الرحمن بن أحمد الملقب ول فتى زمنا طويلا وصحبته – بحمد الله تعالى – سفرا وحضرا في ميدان التعليم والدعوة وفي ميدان الإدارة وكان عضوا في المكتب التنفيذي لجمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم في سنواته الأولى قبل الإغلاق ثم عضو مجلس الشورى بعد عودتها إلى وفاته وكنت معه حينها فكان أمين العلاقات يقود مجموعة من مشايخ ودعاة الجمعية وصحبته في مركز تكوين العلماء حيث كان عضو المجلس العلمي والتربوي للمركز وكان أستاذ التفسير وسافرت معه أسفارا طويلة وكان الشيخ في كل ذلك الإمام القدوة والأب الحنون والمربي المؤثر والناصح الأمين والرفيق الشفيق الحبيب القريب لا تحتاج أن تتكلف في معاملته ولا أن تخشى غضبه تأمنه في غيبتك وتجله وتحبه في حضرتك عرفته حميد الخصال كريم الفعال طيب المعشر لينا هينا يألف ويؤلف نحسبه كذلك والله حسيبه تفضل الله عليه بأمور من أهمها ؛

– اهتمامه بالعلم النافع كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وتجرده لهما وتبصره فيهما مقدما لهما على غيرهما لا يجامل في ذلك قريبا ولا بعيدا أحسبه والله حسيبه من ( الذين يمسكون بالكتاب ) لا يعنيه كثيرا ما يطلبه المستمعون ولا ما يروج في الناس وقد اشتهر بتفسير القرٱن ومن الله عليه بالاشتغال به ونشره في وسائل الإعلام خلاف حال كثير من أهل العلم ببلدنا ممن شغلهم غير القرٱن عن القرٱن وشغلتهم الوسيلة عن الغاية واعتبروا أنفسهم علماء راسخين وهم في كتاب الله شبه أميين

– ولاؤه لدينه ولأمته وبذله جهده في نشره علما وعملا ودعوة وسلوكا

وذبه عنه ودفاعه في ساعة العسرة وكان في كل مواقفه مع أمته لا ضدها ولها لا عليها وقد التحق بالدعوة أيام محنتها ففي عام 2003 حين سجن الدعاة وطوردوا وسكت كثير من أهل العلم بل وظف البعض منهم في تلك الحرب كشف الشيخ عن وجهه ورفع عقيرته وحاضر على منبر مسجد الذكر يوم كان مكانا معتادا للاعتقال وموعدا معروفا مع الشرطة بعد سجن الشيخ محمد الحسن ومن معه من الدعاة

وحين كان الإسلاميون مطاردين وشارك الكثيرون في الحملة عليهم

ودعا داعيهم ( من أنصاري إلى الله ) لبى شيخنا الشيخ فتى ( لا يخاف في الله لومة لائم ) مقداما شجاعا غير هياب ولا مرتاب وصدع بالحق ونصح للخلق وتقدم في ساعة المغرم لا المغنم والمحنة لا المنحة وظل على ذلك ما بدل ولا غير حتى رفع الله المحنة وكشف الغمة وحين فتحت له أبواب الإعلام الرسمي وعرفه العامة والخاصة وأتيحت للدنيا فرصة إغوائه وإغرائه ظل الشيخ وفيا لدعوته لا تدنيه رغبة ولا تقصيه رهبة لا يتطلع لمنصب ولا يبيع دينه بعرض من الدنيا

قوي أمام السلطان وسلطان المجتمع لا سلطان عليه إلا لشرع الله

– كان الشيخ متواضعا في عزة وكان معنا في الأعمال الإدارية يقوده أصغرنا ويقرر عليه ما يشاء ويأمره بما يشاء لا يخشى من الشيخ تلكؤا ولا اعتذارا ولا اعتراضا ولا أنفة ولا استنكافا لا يبالي بالوقت الذي يدعى فيه ولا العمل الذي يكلف به ولا الشخص الذي يديره لا يطلب لنفسه مغنما ولا يعرف لها فضلا وهي صاحبة الفضل والنبل

– كان ٱية في التحري والخوف من الفتوى والقول على الله بغير علم لا تفتنه الشهرة ولا يستخفه بريق الأضواء ولا يجامل ولا يحابي يقول ما يرى في أدب جم وسماحة عزيزة لا يخاصم ولا يماري ولا يحسد ولا يعادي بل يحب ويصافي نحسبه كذلك والله حسيبه

– ودعته قبل ساعات من سفره بعد أن اثقله المرض وهو كما عهدته بشوشا ضحوكا راضيا مطمئنا وبالغ في الترحاب والدعاء وخرجت من عنده ودموعي تذرف وانتابني حزن عليه فبل اكتشاف مرضه وبدأت أشعر بألم فقده قبل أسبوع من وقاته وأطرده عن نفسي ذاك الشعور وأبالغ في الدعاء وصرف نفسي عما تجد عليه ( وكان أمر الله قدرا مقدورا )

– وضع الله له القبول ووقره المخالف والموافق واحترمه القريب والبعيد نسأل الله أن تكون الٱخرة خيرا لنا وله من الأولى وأن يعطينا وإياه رينا حتى نرضى

– رحل الشيخ من دورنا وبقي في قلوبنا وخلف لنا علمه وحكمته

اللهم ارفع درجة شيخنا في المهديين وألحقه بالصالحين واخلفه في عقبه الغابرين واجمعنا به في الفردوس أجمعين اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده اللهم اخلف أمته

إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك شيخنا لمحزونون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى