السجن المؤبد والحرمان من الحقوق السياسية والطرد من الخدمة العمومية في حق المفوض المختار سيدو ولحبيب والامام والحسن السويد”.. عنوان عريض لعدالة القضاء الموريتاني، ولابتعاد السلطة التنفيذية عن التدخل في سير المحاكمات، بل وأكثر من ذلك تجسيد فعلي لإرادة وأوامر رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، عندما أصدر توجيهاته السامية بضرورة أخذ العدالة مسارها الطبيعي في قضية مقتل الناشط الحقوقي والسياسي، الشاب الصوفي ولد الشين، في مفوضية دار النعيم2 يوم 09 فبراير 2023.
لقد رفعت المحكمة الجنائية، بحكمها العادل اليوم، موريتانيا إلى مصاف الدول التي تتمتع بسيادة القانون، بعيدا عن كل التأثيرات الجانبية التي تعيق تحقيق العدالة وإنصاف المظلوم، فاستحقت ثناء أسرة الضحية، وإشادة مختلف مكونات المجتمع، وتثمين مجمل المتابعين.
لقد عرف الرأي العام الوطني الصوفي ولد الشين رئيسا ل“تيار اللحمة الاجتماعية”، فكان ينظم الأنشطة وينشط على شبكات التواصل الاجتماعي لبث روح التعايش السلمي بين مكونات الشعب، وذلك بعد سنوات من انتشار خطاب الكراهية والتفرقة والعنصرية، فاعتبره كثيرون صمام أمان لمجتمع متعدد الإثنيات.
ولأن مجتمعنا مسلم مسالم، فقد لاقت أفكار الصوفي رواجا كبيرا في صفوفه، وهو ما تمت ترجمته في لوحة الوحدة الوطنية التي رسمها المشيعون له في ساحة مسجد إبن عباس.
بعد هذا الحكم المنصف للضحية وذويه ولوحدة الشعب، علينا أن نفخر بعدالتنا التي باتت رمز وحدتنا ومساواتنا أمام القانون.