تداول الرأي العام الوطني في الأسابيع القليلة الماضية ، شعارا ترويجيا اختارته بعناية منظمة خيرية محلية للدعاية لأحد أنشطتها الاجتماعية تم اختياره بعناية وكان ذا دلالة ولاقى رواجا في الأوساط العامة وجاء مختصرا في كلمتين : (نحن انگدو ) .
ويبدو أن القائمين على تحضير زيارة رئيس الجمهورية لمدينة كيفه بمختلف قطاعاتهم ومصالحهم ، استعذبوا هذا الشعار فأسقطوه على ترتيباتهم المحضرة لها .
إلا أن المواطن في كيفه سبق هؤلاء إلى استنساخ الشعار ، لكن هذه المرة بصيغة الجمع المخاطب احتراما للملكية الفكرية (هوم إگدو ) .
ففعلا ثبت للمواطن في كيفه ، أن من تولوا مهمة ” مكيجة ” المدينة ومغالطة الرئيس بالمظهر الزائف لها ، بعثوا من خلال ذلك رسالة واضحة إلى أهل كيفه مفادها أنهم ” إگدو ” :
ـ ” هوم إگدو ” : يوفرون الكهرباء للمدينة ، حين استجلبوا لهذه الزيارة مولدات كهربائية لتعزيز الشبكة بعد أن عاشت المدينة مرارة الانقطاعات المتكررة للكهرباء في أشد فصول السنة حاجة إليها .
ـ ” هوم إگدو ” : يوفرون الماء الشروب حين ضخ في شبكة المدينة إلى جميع أحيائها يوم الزيارة ، ولأول مرة بعد أن كانت هذه الأحياء تتناوب الشراب بالتقسيط بينها (Délestage ) .
ـ ” هوم إگدو ” : يوفرون الإنارة العمومية بالشوارع العامة ، عندما نصبوا أعمدتها على الطرق التي سيسلكها موكب الرئيس وأناروها بالكامل .
ـ ” هوم إگدو ” : ينظفون المدينة التي ظلت رؤية شارع واحد من شوارعها خال من القمامة والجيف حلما يراود الساكنة حققه هؤلاء في أقل من أسبوع حصروه في شوارع مسار الزيارة .
ـ ” هوم إگدو ” : يقومون بصيانة النزر القليل من الطرق المندرسة داخل المدينة ، حين قاموا بترقيع مسار الزيارة متجاهلين أهم شارع مؤد من وسط المدينة إلى مركز الإستطباب لأنه لايقع على مسار الزيارة .
ـ ” هوم إگدو “: يقومون بصيانة المرافق العمومية ، حين سابقوا الزمن لبناء حائط المدرسة رقم 1 ، الذي لم يكتمل ، ولم تنفع مطالبة الأهالي ببنائه لعدة سنين بعد أن شكل مطلبا مجمعا عليه ، نظرا للرمزية التاريخية لهذه المدرسة .
ـ ” هوم إگدو ” : يفتحون خطا للرحلات الجوية بين كيفه وانواكشوط ، كما فعلوا يومين قبل الزيارة بعد أن تجاهلوا حملات المطالبة بفتحه لأكثر من عقدين من الزمن .
ـ ” هوم إگدو ” : يعززون شبكات الاتصال والبث ليضمنوا عدم انقطاع نقل مسرحيتهم عبر “النت ” بعد أن تركوا المواطن في كيفه تبتزه شركات الاتصال موفرة له أسوء الخدمات على غرار جميع مناطق الوطن .
ـ ” هوم إگدو ” : يوفرون المعونة الغذائية لآلاف الجياع بالمدينة ، حين قاموا بتوزيعات متزامنة مع الزيارة والتزموا بأخرى إلى ما بعدها .
نعم ” هوم إگدو ” ، لكن هذا الشعب المسالم في نظرهم لا يستحق إلا أن يترك يصارع قدره المحتوم للبقاء رهينة لاحتقارهم وتلاعبهم .
النهاه ولد أحمدو